كشفت مصادر عسكرية أن 100 مروحية إسرائيلية قامت باستعراض جوي فوق دير البلح وخان يونس ورفح في مؤشر على تصعيد صهيوني مرتقب ضدّ قطاع غزّة وهو ما هدّد به رئيس الوزراء الصهيوني صراحة حين أبلغ الرئيس الأمريكي بأن تل أبيب لن تبقى مكتوفة الأيدي حيال تعاظم قوّة «حماس» وفي الوقت نفسه عمّ الفلسطينيين أمس غضب عارم على الاستفزازات الصهيونية وسط دعوات إلى الردّ على الاحتلال الإسرائيلي. ووفقا لمصادر عسكرية فقد حلّقت 100 مروحية فوق جنوبي القطاع خلال توجه نتنياهو إلى واشنطن لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وبعد مغادرة وزير الحرب إيهود باراك وقائد هيئة الأركان العسكرية غابي أشكنازي صادقوا على الاستعراض الجوّي في محاولة لإعادة قوة الردع للجيش الاسرائيلي ولإظهار قوة إسرائيل أمام كل من إيران وحزب اللّه وحماس. مزاعم صهيونية وبحسب المصادر ذاتها فقد توصل كل من نتنياهو وباراك وأشكنازي إلى استنتاج مفاده بأن عدم ردّ إسرائيل على تقرير غولدستون الذي اتهم جيش الاحتلال بارتكاب جرائم حرب خلال العدوان الأخير على غزّة أضرّ بقوّة الردّع للجيش الاسرائيلي وأعطى الانطباع لدى «حزب اللّه» و«حماس» بأن تقرير غولدستون سيؤدي إلى تدهور فوري للأوضاع على الحدود الشمالية ومع قطاع غزّة.. وفي إطار «التسخير» لعدوان جديد على غزّة واصل نتنياهو تحريضه على «حماس» حيث أبلغ أوباما بأن «حماس» والفصائل الفلسطينية الأخرى تمتلك الآن صواريخ بعيدة المدى يمكنها الوصول إلى القدس وليس فقط إلى مدينة أسدود، بحسب تقديرات مخابراته.. وزعم رئيس الوزراء الاسرائيلي للرئيس الأمريكي ضمن هذا السياق أن إسرائيل لم تفعل شيئا ضد قطاع غزة بسبب الاتهامات الدولية لإسرائيل بأنها ارتكبت جرائم حرب في غزّة وخاصة تقرير غولدستون مضيفا: «إننا لن نبقى مكتوفي الأيدي حيال دخول وتهريب أسلحة متنوعة لقطاع غزة، حسب قوله.. ووفقا لموقع «تيك ديبكا» الاستخباراتي الإسرائيلي فإن نتنياهو أبلغ أوباما بأن الجيش الاسرائيلي سيبدأ بعمليات عسكرية وخاصة عمليات اغتيال ليس فقط في قطاع غزّة بل أيضا في الضفة الغربية مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي اكتفى بمطالبة رئيس الوزراء الاسرائيلي بتجنّب تنفيذ اغتيالات في الضفة «لعدم احراج أبو مازن» لكنه التزم الصمت حيال قطاع غزة. غضب.. وتهديد ميدانيا شيع آلاف الفلسطينيين أمس ثلاثة عناصر من سرايا «القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» استشهدوا في غارة إسرائيلية استهدفتهم أول أمس وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى الشفاء في غزّة في اتجاه منازل ذوي الشهداء الثلاثة في شرق قطاع غزة وسط هتافات تدعو للانتقام والرد على عملية الاغتيال.. ولأوّل مرّة منذ انتهاء العدوان الاسرائيلي على غزة أطلق نار كثيف في الهواء مما أدى إلى إصابة اثنين من المشيعين، بحسب مصادر طبية. وردّد المشيعون هتافات «الانتقام الانتقام يا سرايا القدس الرد الرد في تل أبيب» ودعوا مكبرات الصوت كافة فصائل المقاومة الفلسطينية لاستئناف العمليات الاستشهادية داخل الكيان الصهيوني.. من جانبه أكد المتحدث الرسمي باسم سرايا القدس أن المقاومة ملزمة بالردّ على العدوان الاسرائيلي. وفي هذا الاطار أطلق ناشطون فلسطينيون قذيفة صاروخية وقذيفتي هاون تجاه موقعين إسرائيليين محاذين لجنوب القطاع.