أعرب رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الاسرائيلي غابي أشكنازي عن اعتقاده بأن المعركة المقبلة التي سيخوضها جيشه ستكون في قطاع غزة و«من بيت الى بيت ومن شارع الى شارع» حسب وصفه،وسط تقديرات لمحلّلين اسرائيليين بأن ينفّذ جيش الاحتلال عدوانا جديدا على القطاع الشهر المقبل، خصوصا بعد مزاعم اسرائيلية عن تطوير «حماس» لصاروخ قادر على ضرب تل أبيب. وقال أشكنازي «إن الجيش سيعود الى مواجهة منصّات اطلاق الصواريخ في المناطق السكانية الأشد كثافة في المعمورة والقتال في القرى والمدن والمساجد والمستشفيات ورياض الأطفال والمدارس لأن الأعداء يريدون فرض هذا الأسلوب من القتال على اسرائيل، حسب قوله، في إشارة الى فصائل المقاومة الفلسطينية. تهديدات وتأتي تهديدات أشكنازي بعد ساعات من مزاعم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية عاموس يدلين زعم فيها أن حركة «حماس» أجرت قبل عدة أيام تجربة ناجحة على صاروخ إيراني يصل مداه الى 60 كيلومترا. من جانبه أكد نائب وزير الحرب الاسرائيلي متان فلنائي أن الدوائر الأمنية في الكيان الصهيوني تعدّ العدّة من الناحيتين الهجومية والدفاعية للتعامل مع احتمال تزوّد «حماس» بصواريخ بعيدة المدى. وقال فلنائي في مقابلة مع إذاعة الاحتلال صباح أمس ان «حماس» على الرغم من تلقيها دروسا في العملية العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة تجري استعداداتها لخوض مواجهة مستقبلية» على حدّ قوله. ورأى فلنائي أن اسرائيل على جاهزية أكثر من أي وقت مضى لخوض مثل هذه المواجهة إذا اقتضت الضرورة بغضّ النظر عن تقارير مختلفة مثل تقرير غولدستون. وفي السياق ذاته كتب المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أليكس فيشمان، المقرّب من قيادة جيش الاحتلال أن القيادة الأمنية في اسرائيل لا تسأل عما إذا كانت ستقع مواجهة عسكرية أخرى مع «حماس» في غزة وإنما متى». ورأى فيشمان أن اطلاق «حماس» للصاروخ المزعوم يشكل علامة فارقة ومن هذه اللحظة خرجت المواجهة بين اسرائيل و«حماس» من غلاف غزة (أي المستوطنات المحيطة بالقطاع) ووصلت الى وسط اسرائيل وبذلك تكون «حماس» قد طبّقت إحدى العبر المركزية التي استخلصتها من عملية «الرصاص المسكوب». وأضاف أنه في اللحظة التي تصبح فيها منظومة الصواريخ طويلة المدى التي بحوزة «حماس» جاهزة للاستعمال فإن المواجهة ستكون مسألة وقت فحسب. وعدّد فيشمان الأسباب التي قد تؤدي الي احتمال تجدّد الحرب على غزة الشهر المقبل وأولها احتمال تفجّر الحوار بين الغرب وإيران معتبرا أنه في هذه الحالة ستكون لدى طهران مصلحة في اشعال الجبهة بين اسرائيل وغزة بهدف صرف أنظار العالم عنها. أما السبب الثاني فيتعلّق بالانتخابات الفلسطينية التي قد تجري دون مشاركة «حماس» التي ستحاول افشال هذه الانتخابات بواسطة مواجهة عسكرية» حسب تقديره. المقاومة جاهزة في المقابل توعدت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» و«سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، أمس بصدّ أي «عدوان» إسرائيلي على قطاع غزة. وقال الناطق الإعلامي باسم «القسام» أبو عبيدة إن «الكتائب ومعها كل المقاومين الشرفاء يأخذون كل تهديد صهيوني على محمل الجد». وأكد أبو عبيدة «الاحتلال لن يجد منا أقل مما لاقاه في حربه الأخيرة بل أكثر وليس لدينا سوى النار لنستقبل به العدو المتغطرس، ولن يجد في غزة سوى المقاومة». واعتبر الناطق أن التهديدات الإسرائيلية المتجددة والمتواصلة لقطاع غزة «تعكس أن العدو يعيش حالة من التخبط والارتباك بعد انكشافه أمام العالم». وأضاف «يريد العدو أن يظهر بمظهر المدافع عن النفس في محاولة لتضليل الرأي العام الدولي بعد الفضيحة الأخلاقية والجريمة التي ارتكبها في حرب غزة وهو يعترف رسميا عبر التهديدات بأن حربه على غزة مطلع العام قد فشلت فشلا ذريعا ولم تحقق أهدافها». من جهتها، أكدت سرايا القدس على لسان المتحدث باسمها،أبو أحمد، «جاهزية الفصائل الفلسطينية المسلحة لصد أي عدوان إسرائيلي جديد وأنها تعد العدة لتصعيد المقاومة في حال تجدد الهجوم الإسرائيلي».