وسط أجواء تجعلك مقتنعا تمام الإقتناع بأن لبنان يعد البلد الوحيد الذي يعيش على هامش الخارطة الرياضية العالمية، باعتباره يفتقر إلى رياضة تمثل الهاجس الأكبر لشباب تشغله الصراعات السياسية فأصبح شبابا متقنا للحوارات والأحاديث السياسية، شغله الشاغل البحث عن وطن واحد.. وشعب واحد.. وحكومة واحدة، وصورة لقائد واحد تجوب الشوارع اللبنانية. وسط هذه الأجواء تستعد العاصمة اللبنانية بيروت لاحتضان الألعاب الفرنكفونية هذه التظاهرة الرياضية التي تسعى اللجنة المنظمة لها لأن تجعل منها حدثا هاما تحاول من خلاله أن تؤسس لتجربة رياضية تنظيمية والدخول إلى عالم تعد فيه الرياضة «أفيون الشعوب» ومركز اهتمامهم وشغلهم الشاغل أينما وجدوا.. داخل بيوتهم.. في المقاهي والمطاعم... وحتى المستشفيات وكل الأماكن... الوضع في لبنان يجعل مسافة الاختلاف شاسعة بين ما أصبحت عليه الرياضة في العالم... وما يفتقر إليه هذا القطاع في لبنان من اهتمامهم وشغلهم الشاغل أينما وجدوا... داخل بيوتهم.. في المقاهي والمطاعم وحتى المستشفيات وكل الأماكن... الوضع في لبنان يجعل مسافة الاختلاف شاسعة بين ما أصبحت عليه الرياضة في العالم... وما يفتقر إليه هذا القطاع في لبنان من اهتمام جماهيري.. سياسي... اجتماعي واقتصادي.. وضع يجعلك تتساءل: هل يمكن للرياضة في هذا البلد الجميل أن توحد الصفوف وتجمعهم ضمن فضاءات رياضية تفتقر إلى تظاهرات كبرى بإمكانها أن تجمع الشباب على إختلاف فئاته ودياناته حول علم واحد.. ومنتخب واحد تصفق له تنتشي بلحظات انتصاره.. تحزن لإخفاقه وتتمتع بإحرازه لقب رياضي يشعرك بالفرح مقابل الحزن في بلد يبهرك وأنت تتجول داخله.. تبحث عن فرح رياضي ينسيك التشتت والضياع... ينسيك الحزن والموت الذي يدخل بيوتا عربية في غياب رغبة منها لحدوثه.. لكن الصور التلفزية تحتم عليك الحزن لما يحدث.. وسط هذه الأحاسيس، يبحث الشباب الرياضي اللبناني عن فرح بسيط تسجله قنوات الإتصال ووسائل الإعلام التي تواكب لحظة بلحظة ما يحدث هنا وهناك من صراعات وخطابات سياسية.. لكن الوضع يختلف تماما مع حدث رياضي.. يختلف لأن الألعاب الفرنكفونية لاتزال في «خطواتها الأولى» رغم مضي 20 سنة على تاريخ إحداثها كما أنها تفتقر إلى تغطية إعلامية تقدم بيروت للعالم كمدينة رياضية جميلة بإمكانها أن تواجه الصراعات السياسية وينقلب فيها الإهتمام بالسياسة إلى عشق كروي ينسيها مظاهر الموت والحزن.. مظاهر الصراع والتفكك السياسي: حلم يجعلنا نتساءل: هل بإمكانه أن يتجسد لو استطاعت لبنان يوما أن تحتضن كأس العالم لكرة القدم؟!! هل يمكن للرياضة من خلال أكبر تظاهرة رياضية لكرة القدم أن «تهزم» السياسة ويتحقق الحلم الجميل بهذا البلد؟ سؤال نطرحه في خضم الإحساس الرهيب يقول صحفي لبناني في زيارة إلى ملعب كميل شمعون ببيروت بأن هذه المنشأة لم تحتضن تظاهرات رياضية منذ 9 سنوات تاريخ احتضان بيروت للألعاب الآسيوية. هذا الملعب يتسع ل60ألف متفرج يستجيب لكافة المقاييس العالمية غير أن الوضع الحالي وغياب احتضان التظاهرات الرياضية وهيمنة الصراعات بين الأحزاب السياسية وتعدد الديانات في بلد «توحده» اللغة العربية جعل من المنشآت الرياضية فضاءات تغيب عنها الجماهير الرياضية وتفتقر إلى أجواء الفرح المتواصل بانتصار المنتخبات الوطنية مقابل بروز شق يهتف لخطاب نصر الله وآخر ينتصر لنبيه بري وثالث لسعد الحريري، ورابع لميشال عون، وخامس لوليد خنبلاط.. والقائمة تطول... تتعدد الهتافات واللافتات والضرر على إثر خطابات سياسية متعددة ومتواصلة فيما يغيب الإهتمام «الموحد» برياضة «واحدة» في خضم أوضاع أفقدت الشعب اللبناني نكهة الفرح بمنتخب وطني لكرة القدم وهذا الشعور الوطني الذي نعجز عن وصفه تفقد فيه أحيانا الجماهير الرياضية توازنها فينقلب الإحتفال بنشوة الانتصار والتألق إلى أحداث عنف تجعلنا نعود إلى لبنان لنتحسر على وضع تعيشه بيروت الجميلة وسط الصراع السياسي المتواصل...