مازالت عائلة محمد بن سعد الجمالي تعيش على وقع الصدمة إثر وفاة ابنها نعيم الجمالي البالغ من العمر 21 سنة بصاعقة على مسافة قريبة من منزلها الكائن بمنطقة الجمال التابعة لولاية سيدي بوزيد. الطريق كانت وعرة جدا خاصة وقد انتقلنا الى منزل الهالك على ثلاث مراحل نظرا لكثرة الأوحال والمياه جرّاء الأمطار الغزيرة التي نزلت وشهدتها الجهة خلال هذه الايام.. غرفتان آيلتان بالسقوط وأناس تفرقوا هنا وهناك تحت بعض الأشجار. استقبلنا والده الذي يتحرّك بصعوبة نظرا لأنه يعاني إعاقة عضوية وقد بدت على ملامحه علامات الحزن والأسى إثر وفاة ابنه نعيم. يقول محدثنا: «كنت في مقر عملي بمقطع الحجارة البعيد عن منزلي حوالي نصف كيلومتر وكنت في انتظار قدوم ابني نعيم حوالي السادسة صباحا حاملا لي فطور الصباح بعدما طلبت منه ذلك وكان الطقس ممطرا ومرفوقا بزوابع رعدية.. حينما بلغت الساعة حوالي الثامنة صباحا اي أكثر ما تستغرقه تلك المسافة اتصلت بأفراد العائلة عبر الهاتف فاعلموني بأن نعيم خرج في الوقت المحدد.. ساعتها ساورتني الشكوك وانطلق ابني الأصغر البالغ 15 سنة من المنزل في اتجاه مقطع الحجارة حيث وجد نعيم منكبا على وجهه، مفارقا الحياة وقد لحقت جثته العديد من الحروق ليتصل بي مسرعا.. المشهد كان اكثر من ان يحتمل حينما شاهدت ابني على تلك الحالة... حروق طالت أغلب اعضاء بدنه مع وجود ثقب كبير في جنبه الأيسر تأكدت ساعتها من ان ابني اصابته صاعقة. وقد تمت إحالة جثة نعيم الى المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد. وبعد ان فحصه طبيب الصحة العمومية تبيّن وجود ثغرة كبيرة بجنبه الأيسر أدت الى وفاته. وقد علمنا ان والي سيدي بوزيد أذن بمؤازرة هذه العائلة ماديا ومعنويا.