أبرز السيد البشير التكاري وزير العدل وحقوق الانسان في افتتاحه للندوة السنوية الأولى لمجلة «رؤى» على أهمية مفهوم المواطنة في مشروع التغيير الذي قاده الرئيس زين العابدين بن علي صباح 7 نوفمبر من أجل إنقاذ البلاد بإنقاذ النظام الجمهوري وإعادة الاعتبار للمواطن كشريك في التغيير وبناء النموذج المدني الديمقراطي وهو الرهان الأساسي لمشروع بن علي. واعتبر السيد البشير التكاري أن «تفضل سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بوضع هذه الندوة تحت سامي إشرافه يبرز من جديد مواكبته الدائمة لجهود النخبة التونسية في سبيل تكريس مبادئ الجمهورية وخدمة المسيرة التحديثية التي انطلقت في تونس منذ القرن التاسع عشر وتجسمت في دولة الاستقلال وكادت سنة 1987 تصاب بنكسة لا رجعة فيها لولا إنقاذ البلاد من قبل الرئيس زين العبادين بن علي ودخول تونس في مسار اصلاحي عميق يواصل ما قدمه مفكّرو هذا البلد ويثري منظومتنا الثقافية والقانونية بما يحفظ بلادنا من كل النكسات». الرهان وكان الأستاذ رضا الملولي عضو مجلس المستشارين مدير مجلة «رؤى» أبرز أن هذه الندوة التي شرّفها سيادة الرئيس بتفضله بوضعها تحت اشرافه السامي هي انتصار للمواطنة وللحداثة كقيمتين ضامنتين للنظام الجمهوري والمجتمع المدني وهي القيم التي تستهدفها الجماعات المتستّرة بالدين ومجموعات بقايا اليسار الستاليني الآفل وهو ما يفرض المواجهة الفكرية والسياسية دفاعا عن حداثة المجتمع التونسي التي عمل بن علي منذ بداية التغيير على ضمانها وتنميتها وتعميق مفاهيمها مما يضمن لتونس أن تكون نموذجا في الانفتاح وضمان حقوق المواطن. وأكد الأستاذ الملولي أن أسرة المجلة اختارت بن علي قائدا لمسيرة تونس لأنه الأقدر على حماية تونس وضمان استقرارها بضمان قيم المواطنة والحداثة باعتبارهما أساس النظام الجمهوري. المواطنة الدكتور الصادق شعبان ألقى في افتتاح الجلسة الأولى كلمة قصيرة أكد فيها على أن الرئيس بن علي كانت له نظرة بعيدة لمستقبل تونس وقد أغنى مفاهيم المواطنة بما حققه من اصلاحات وإعادة الاعتبار للمواطن وهو ما أنقذ النظام الجمهوري لأن مفهوم المواطنة هو المفهوم الأساسي في النظام الجمهوري الى جانب الدستور وعلوية القانون وأشار الدكتور الصادق شعبان الى أن المجلس الدستوري هو برهان عملي على احترام القانون وعلوية الدستور وهي القيم التي حرص الرئيس زين العابدين بن علي على تعميقها في تونس. وأضاف الدكتور الصادق شعبان أن الاصلاح في تونس والنموذج المدني يستمد جذوره من التاريخ التونسي ومن إرث قرطاج إذ أن أرسطو اعتبر في باب المقارنة بين الدساتير أن دستور قرطاج هو الأفضل لأنه يمنح فرصة المشاركة في القرار للمواطن وللنخبة. واعتبر أن الرئيس بن علي جعل من تونس جمهورية الجميع وذلك أساس الحداثة التي تعطي للمواطن مساحة ودورا في صنع القرار عبر المؤسسات الدستورية، كما أشار الى أن تونس بلد منفتح على العالم وستبقى كذلك تتعاون مع الجميع وليس لها عقدة تجاه الدين ولا اللغة. حضور الجلسة الافتتاحية حضرها عدد كبير من الشخصيات السياسية والثقافية من بينهم الدكتور محمد العزيز ابن عاشور الأمين العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والسيد صلاح معاوي رئيس الاتحاد العربي للاذاعة والتلفزيون وعميد السلك الديبلوماسي بتونس والدكتور منصر الرويسي رئيس الهيئة العليا لحقوق الانسان وعدد كبير من أعضاء مجلسي النواب والمستشارين. وتضمّنت جلستا أمس مجموعة من المداخلات للأساتذة الشاذلي القليبي وفتحي التريكي وعفيف البوني وحياة قطاط وعبد الرحمان كريم وصلاح الدين الدريدي وريم رويس ورضا الملولي. وستتواصل أشغال الندوة اليوم الأربعاء وستقدم خلالها مداخلات ليحيى اليحياوي (المغرب) وزياد كريشان ومحمد محجوب وحسونة المصباحي والحبيب بيدة وجميلة الماجري ورشاء التونسي وسيختتمها السيد زهير المظفر الوزير المعتمد لدى الوزير الأول المكلف بالوظيفة العمومية والتنمية الادارية.