النجم في منعرج صعب.. هذا صحيح.. لكن النجم ليس كما يعتقد البعض أو يروج البعض أو يريد البعض أن يوهم الرأي العام على حافة نهاية.. النجم شأنه شأن كل الأندية الكبرى يمرّ بفترة فراغ وهو أمر عادي كثيرا ما يحدث كإفراز لاختيارات معينة لم تؤت أكلها. لقد توقع الجميع أن يمر النجم بهذه المرحلة ولم يفاجئ أحد ما يعيشه الآن من صعوبات وانشقاقات وتشرذم لا نأتي بالجديد عندما نؤكد أن الوضع بالنجم متأزم الى أبعد الحدود وهناك علامات الحيرة والأسى العميق على وجوه كل المتيمين بفريق جوهرة الساحل.. والكل يتساءلون عن مصير النجم.. وهو مصير مجهول.. مجهول.. مجهول بالنظر لما يحدث داخل كواليسه وحوله. النجم يعيش فوضى حقيقية جعلت خيال البعض يجنح الى أبعد مدى لاستشراف المستقبل. هيئة معز ادريس أكدت استقالتها الجماعية وعندما نقول استقالة جماعية فذلك يعني عقد جلسة عادية خارقة للعادة وبطبيعة الحال رحيل كل الأعضاء دون استثناء وعدم تواجدهم في الهيئة القادمة، لكن هل أن هيئة ادريس ستمضي الى أبعد مدى وتتمسك بشكل لا رجعة فيه بمغادرة النجم خاصة بعد تدهور الوضع على مستوى العلاقات وشعور جل الأعضاء الذين عملوا مع الهيئات السابقة لسنوات طويلة بالاحراج جراء التهميش الذي لمسوه من خلال التصريحات الأخيرة لنائب رئيس الجمعية ورئيس فرع كرة القدم الدكتور حامد كمون.. أعضاء الهيئة المديرة الحالية طالبوا أكثر من مرة معز ادريس باستقالة جماعية وإعلان انسحابهم من دفة التسيير معبرين عن عدم استعدادهم لمواصلة العمل وإنهاء مدتهم النيابية وسط أجواء يسودها الغموض والضبابية والانشقاقات. اشتدي أزمة... «تنفرجي» الأمور داخل النجم كانت مثل كرة الثلج التي بدأت تتدحرج لتتحول الى انهيار رهيب يهدد بأن يأتي على كل شيء وتحول المشهد الى لغز قد يكون على أبناء الجمعية صعب الحل خلال هذه الفترة بحكم صعوبة الظرف وتراكم المعطيات.. أول ما قد يعمّق ويؤزّم الأمور يتعلق بالوقت نفسه، فالفريق الذي تعود أن تنتهي مشاكله مهما كبرت داخل الغرف المغلقة أصبح مادة دسمة يومية للتقطيع والترييش بالحق والباطل وأصبح النجم الذي كان مضربا للأمثال في صلابة البناء، البناء الأكثر هشاشة. تحطيم نفسي قوة النجم التي عجز عنها منافسوه سابقا كانت لقمة سائغة بين أيدي أبناءه الذين كانوا قادرين عما عجز عنه غيرهم، وبفضلهم أصبح النجم على أبواب نفق مظلم قد يكون من الصعب الخروج منه بسهولة. الصمت المطبق إزاء تراكم الانقسامات والاختلافات لم تتحرك الأطراف المسؤولة كما كان منتظرا لتوضيح الأمور وتقول كفى للفوضى والتشرذم.. تمنى الجميع لو أن هيئة الحكماء تحرّكت لتقول للأغلبية الصامتة التي تتفرج بسلبية على التدمير الممنهج لفريقها أن زمن الصمت قد ولّى وانتهى وأن الحكاية في الأصل أكبر من معز ادريس وحامد كمون.. الحكاية ببساطة شديدة أصبحت تحطيم كيان جمعية اسمها النجم الساحلي. هيئة منتخبة ولكن... إن كل المنتمين للنجم والصادقين في حبّه غير سعداء بالوضعية التي أصبحت عليها هيئته المديرة وهي وضعية تمسّ بالثوابت التي اشتهرت بها هذه الجمعية منذ تأسيسها، فهيئة النجم المنتخبة والتي تحظى بشرعية قانونية لم تسلم من التهميش وتجريدها من بعض صلاحياتها مما حدا بأعضائها المطالبة باستقالة جماعية حفظا لماء الوجه. هذه حصيلتها حديث الكواليس مع هيئة النجم الحالية، يؤكد أنها تستغرب أن يصل الأمر الى حدود تجاهل أشخاص ضحوا بكل شيء من أجل الجمعية والفريق وكانت الحصيلة حلما لبعض الأندية، فخلال السنوات الثلاث الأخيرة وقع إثراء الخزينة بعديد الكؤوس والبطولات ولكن الأمور آلت الى ردّ فعل عكسي وهيستيريا تعطي انطباعا بأن الفريق بلغ المستنقع وذلك رغم الايمان بأن بعض النتائج ليست في حجم النجم، فحالة الانفلات في النجم عرفت بداياتها منذ صائفة الموسم قبل الماضي. خوف من المجهول العقلاء من أهل النجم والذين تحدثنا معهم أكدوا لنا خطورة الوضع، فأبواب الترشح لرئاسة الجمعية ستتفتح رغم أن «فارس» المرحلة القادم لن يكون غير الدكتور حامد كمون، لكن الخوف من كرة اللهب التي أصبحت تمثلها المسؤولية والتي تعاني منها الأندية الكبرى أصبحت واقعا في النجم. تصفية القلوب النجم في أزمة حقيقية سببها أبناؤه وهو واقع يعترف به الجميع والحل ليس صعبا لأنه بداخله وحق الفريق على الجميع هو تصفية القلوب والنظر في اتجاه واحد وهي مصلحة النجم لأنه سيكون الخاسر الأول.