لمسة وفاء .. محمد بن هلال حارس الجامعة ..رحل صاحب الابتسامة البشوشة وهو يباشر عمله في قلب الصحراء    عاجل/ انهيار مروع لمبنى ضخم في تركيا وتواصل عمليات إنقاذ العالقين..    السليتي يتألق في فوز الشمال القطري    كلاسيكو مشوّق بين النجم الساحلي والترجي في ثالث جولات مرحلة التتويج للكرة الطائرة    مباريات متأخرة: الاتحاد المنستيري والنادي الافريقي من أجل استعادة الصدارة.. والترجي الرياضي والنجم الساحلي لتشديد الملاحقة    الملكة رانيا تعلن حمل إبنتها الأميرة إيمان بصورة تشويقية    إدارة ترامب تغير رسميا اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا    ظهر فيها السنوار والضيف في قلب المعركة.. مشاهد نادرة لعملية طوفان الاقصى    لليوم الخامس.. شهداء وجرحى وهدم وإحراق منازل في عدوان الاحتلال المتواصل على جنين    في إعلام القرب ... تجربة إذاعات و تلفزات الواب قادرة على إنجاب جيل جديد من الإعلاميين الشبان    تونس العصرية...«الستاغ» تعلن عن بدء المرحلة التجريبيّة للشبكة الذكيّة «Smart-Grid»    جدل مصري حول توجّه جامعة الأزهر ل«تعريب الطب»    في افتتاح أيام قرطاج الموسيقية...حضر «الحس» وغاب التنشيط    الفنان الإستعراضي عاطف نور .. في رصيده 20 أغنية ومتأثر بالفنان الهادي حبوبة    في معرض القاهرة الدولي للكتاب ضمن دورته ال (56) أمسية شعرية لشمس الدين العوني    مجموعة "شَكّام" تختتم الدورة العاشرة لأيام قرطاج الموسيقية    إسرائيل تحدد للأونروا موعدا لمغادرة القدس ووقف أنشطتها    الحرس يحجز بضاعة تجاوزت قيمتها ال100 ألف دينار    مسرحية "في بطن الحوت" لمروى المناعي: عمل جريء يعري معاناة المهاجرين ويلامس قضايا إنسانية عابرة للحدود    ترامب يستثني مصر وإسرائيل من تعليق المساعدات الخارجية    رئيس الجمهورية يؤكد على وحدة الدولة وضرورة الانسجام الكامل بين مؤسساتها    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    طائرات تنقل أول دفعة مهاجرين غير شرعيين من الولايات المتحدة إلى غواتيمالا    الجامعة التونسية لكرة القدم: رئيس هيئة التسوية يسلم الشارات للحكام الدوليين    بلاغ الداخلية حول المواطن الذي أضرم النار في نفسه وتوجه نحو أحد اعوان الأمن    النفاق في المجتمع...مرض النفوس وآثاره على الصحة النفسية !    خلال سنة 2024: ارتفاع في قيمة الصادرات وفي نوايا الاستثمار المصرح بها    تونس تشارك في معرض الأغذية والمشروبات غرب إفريقيا من 10 إلى 12 جوان 2025 بمدينة لاغوس بنيجيريا    عاجل/ من بينهم العريّض: هذا ما تقرّر في حق الموقوفين في قضية التسفير    جريمة مروّعة تهزّ هذه الجهة: يقتل شقيقه من أجل الإرث!!    صادم/ بسبب لحم الخنزير: مريض يتفاجئ بانتشار كائنات غريبة داخل جسده!!    القبض على امرأة وزوجها بسبب عقود وهمية للعمل في الخارج    توقيع اتفاقية تمويل بين تونس والبنك الافريقي للتنمية لتطوير شبكة الطرقات بقيمة 80 مليون أورو    طقس الليلة ...كيف ستكون الأجواء ؟    الترجي الرياضي يؤكد اثارته ضد الاولمبي الباجي    سيدي بوزيد: ندوة علمية حول "زراعة الزيتون في تونس والتحديات المناخية" في إطار الأيام الدولية للفلاحة بالجهة    موعد بداية شهر رمضان    حورية فرغلي تروي قصة تركيب أنف سيلكون وهذا سعرها    الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري يطمح إلى إرساء مدونة الكترونية تتضمن كل ما يهم فحص مسحة عنق الرحم    إلغاء إضراب أعوان شركة فسفاط قفصة: تفاصيل الاتفاق    هذه سنّة الحياة: حقيقة انفصال نانسي عجرم عن زوجها    مدير عام الصحة: عودة شركة سيفات للنشاط يدعم قدرة الصناعات الدوائية على النمو    عاجل/ "الستاغ" تصدر بلاغ هام للمواطنين وتعلن..    نهاية الموسم الرياضي لحمزة المثلوثي    حاجب العيون: إصابة 5 أشخاص في انفجار داخل مخبزة    الدروة الرابعة والعشرين للمنتدى الدولي للصيادلة تحت شعار د ور الذكاء الاصطناعي في قطاع الصيدلة    عاجل/ الاحتفاظ بوزير سابق من أجل هذه الشبهة..    سوسة: اصطدام شاحنة بدراجة نارية يخلف حالتي وفاة    الترجي يطالب بحكم أجنبي ضد الاتحاد المنستيري    بلاغ وزارة العدل حول السراح الشرطي لعدد 483 محكوم    أمن اقتصادي: إجراءات لتطوير منظومة الحبوب    وزير السياحة يجري عددا من اللقاءات الرسمية بمدريد مع نظرائه من اسبانيا ومن بلدان إفريقية    أيام قرطاج الموسيقية 2025: عرض "أنهار الروح" لهويدا الهادفي... رحلة في رحاب الموسيقى التونسية والعالمية    ديوكوفيتش ينسحب للإصابة ليضع زفيريف في نهائي أستراليا المفتوحة    عاجل : دولة عربية تعلن تحوّل الحصبة إلى وباء    (ولا تحسبنّ الله غافلا عمّا يعمل الظالمون...) (إبراهيم:42)    من أخلاق المسلم التسامح: الانتقام طريق الندامة ... والعفو طريق السلامة !    مدينة العلوم بتونس: سهرة فلكية يوم غرّة فيفري القادم حول اصطفاف الكواكب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لقاء مع: الخطّاط المغربي كريم جعفر ل «الشروق»: معظم الأور وبيين لا يرون في الثقافة العربية الا «الكسكسي» وحلويات وفنون شعبية!
نشر في الشروق يوم 01 - 10 - 2009

نعم ذلك ما حدث مع الخطاط المغربي كريم جعفر الذي نظّم مؤخرا معرضا استعاديا بمناسبة عشرين عاما من مسيرته الفنية في مدينة روان الفرنسية وقد كان هذا المعرض منطلقا لحوار «الشروق» معه.
عشرون عاما من الرسم والخط هي موضوع معرضك لماذا العشرون عاما من الرسم والخط هي موضوع معرضك لماذا هذا الاختيار؟
لقد قررت رفقة أصدقائي في جمعية فضاء الخط العربي التي أسستها في مدينة روان الفرنسية تنظيم هذا المعرض لنقول للفرنسيين ان الثقافة العربية ليست «كسكسي» ولا حلويات ولا فنون شعبية فقط ولكنها انسان يفكر ويبدع وله ما يقوله للعالم لقد عانيت طويلا قبل ان أحقق ما حققته ولم يكن من السهل بالمرة ان أنجح في جعل الخط العربي أحد المواد التي تدرّس في رياض الاطفال ويقبل عليها الاطفال وكان هذا هاجسي منذ سنوات ادخال الخط الى تفاصيل الحياة اليومية في منقطتي روان وفي فرنسا وأوروبا بشكل عام.
كيف بدأت؟
هذا سؤال صعب، كيف بدأت؟ نعم منذ سنوات جئت الى هنا كان والدي عاملا مهاجرا في فرنسا وكنا نقيم في قرية قريبة من الناظور في منطقة الريف التي جاء منها المناضل عبد الكريم الخطّابي. عندما وصلت الى فرنسا كنت صغيرا تقريبا في الثانية عشرة من عمري وكان والدي يعمل في محل «ميكانيك» في مدينة «ليباف» قريبا من روان. كنا تسعة أشقاء وأنا أصغرهم ولم يكن من السهل عليّ الاندماج في محيطي الجديد. في المدرسة كنت متبرما باللغة الفرنسية فكنت أقضي معظم الوقت في خربشة خطوط بلا معنى على كراريسي مما لفت انتباه التلاميذ الفرنسيين الذين كانوا يتهكّمون مما أكتبه ببساطة لأنه بلا معنى بالنسبة لهم!
كان هذا يشعرني بالمرارة وبالتحدي في نفس الوقت بدت لي انذاك اللعبة مسلية فقررت الاستمرار وأصبحوا يطلبون مني ان أكتب لهم أسماءهم باللغة العربية وهكذا كبر معي الخط العربي الى ان أصبح هويتي وملاذي وقدرتي على التعبير.
أول معرض متى كان؟
كان عمري سبعة عشر عاما في دار ثقافة صغيرة في «ليباف» لذلك احتفل بمرور عشرين عاما على هذا الحدث الذي غيّر حياتي تماما.
من فتح لك الباب؟
هو الصديق Claude Jambu الذي فتح لي الباب وساعدني كثيرا في بداياتي ولن أنسى فضله ولا رعايته ولولاه ربما لما كنت لأنجح ولا ان أتقدّم في مسيرتي الفنية.
هل تلقيتم دعما من الجهات الفرنسية لتنظيم هذا الاحتفال؟
فضاء الخط العربي لم يتلق اي دعم فرنسي بل حتى الرواق الذي أعرض فيه تحصلت عليه بصعوبة ومنذ سنة كاملة قدمت ملفا لتنظيم هذا الاحتفال دون ردّ ولم أحصل على الموافقة الا مؤخرا فقط دون اي دعم مادي بل كنت أرى نظرات العنصرية في عيون موظفي المجلس العام لمدن النورماندي أعلى سلطة في الجهة. وكنت أنتظر حضور رئيس المجلس كما وعدني لكنه لم يحضر ببساطة لان الخط العربي يستفزهم ولو طلبت تنظيم سهرة أكل مغربي لتقديم الكسكسي والمرطبات والشاي والفولكلور لحصلت ربما على دعم!
فمعظم الاوروبيين لا يرون في الثقافة العربية الا ضروبا من السحر والغرائب.
لذلك قلت علنا أنني لن أقبل اعتذار رئيس المجلس عن الغياب ويبدو ان حضور حوالي الألف معظمهم من الفرنسيين في الافتتاح فاجأهم لذلك لم تنقطع مكالمات الاعتذار من رؤساء البلديات ومساعدي رئيس المجلس وأنا أفهم رد الفعل هذا فالانتخابات البلدية بعد عامين ويخافون من تحريك الرأي العام ضد الاشتراكيين الذين يحكمون كامل جهة النورماندي تقريبا وهم الذين يرفعون شعار نصرة المهاجرين من العرب والافارقة.
هل تنوي دخول التجربة السياسية؟
الآن لا، لكن كل شيء جائز أنا فنّان عندي رسالة اسمها الدفاع عن الثقافة العربية واقناع أوروبا والغرب عموما أننا أمّة حرف ولسنا أمة ارهاب كما يصوّروننا.الخط هو روح الثقافة العربية والاسلامية وجوهرها لذلك تراجع الاقبال عليه بعد 11 سبتمبر لأن الخط العربي يستفز الغرب ويذكّره بالقرآن الكريم ومع احترامي لتجارب زملائي من الخطاطين العرب المقيمين في أوروبا اعتقد ان الخط لا يمكن ان يكون مجرد فن بل هو رسالة، رسالة الثقافة العربية الى العالم.
في معرضك دعوة فنانين مغاربة لماذا؟
هي حركة رمزية أردت من خلالها ان أقول أننا قادرون على بناء مغرب عربي موحد ثقافيا على الاقل طالما ان النخب السياسية عجزت عن بنائه سياسيا ثم أردت ان أشرك أصدقائي الفنانين في تونس وليبيا والجزائر فرحتي بالعشرين عاما التي قطعتها هذا على الدرب الشاق والطويل.
كيف ترى الاداء الثقافي العربي في أوروبا؟
لن أتحدث عن أوروبا بل سأتحدث عن فرنسا التي أعرفها جيدا نحن في حاجة الى بناء مجموعة ضغط عربية تؤثر في الاعلام وفي القرار السياسي فحتى الذين اخترقوا الفضاء السياسي الفرنسي من المغاربة اندمجوا في الرؤية الفرنسية ولم يدافعوا عن قضايا المغاربة.
نحن كمغاربة لدينا إرث مع فرنسا مؤلم، لقد دفعنا شهداء من اجل الحرية وعلى فرنسا ان تعتذر على جرائمها الاستعمارية وهذا لن يحدث بدون نخبة ثقافية واعلامية تطرح بجدية هذا المطلب الرمزي. الآن يتحدث اليمين الفرنسي عن ضرورة طرد المهاجرين والتضييق عليهم فهل نسوا جرائمهم في المغرب وتونس والجزائر؟ آباؤنا لم يأتوا الى فرنسا مختارين جاؤوا بسبب الفقر الذي يتحمل الاستعمار جزأه الاكبر لأنه نهب ثرواتنا ووجود المهاجرين اليوم في فرنسا ليس منّة ولكن جزء من حقنا الطبيعي وجزء من التعويض هذا دون ان ننسى ما قدمته السواعد المغاربية والافريقية في بناء فرنسا بعد الحرب.
الشروق روان (شمال فرنسا) : من مبعوثنا الخاص نورالدين بالطيب
لم يكن ذلك الصبي الصغير القادم من دفء المغرب الى برد فرنسا رفقة والده الميكانيكي المهاجر يتصور ان تبرّمه باللغة الفرنسية في بداية عهده بالمدرسة الجديدة وادمانه على كتابة حروف باللغة العربية بلا معنى لمجرد الكتابة سيكون هو الباب الذي سيدخل منه الى المجد والشهرة!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.