الشروق روان شمال فرنسا من مبعوثنا الخاص نورالدين بالطيب عرفت كريم جعفر الفنان الحروفي الكبير قبل سنوات في مهرجانات تونسية كان حضوره فيها لافتا لما يملكه بين أصابعه من سحر يحول الحرف الى لوحة تأسر الروح والوجدان، لكنني حين التقيه في مدينة روان Rouen الفرنسية اكتشفت أن جعفر ليس فنّانا فقط لكنه رجل قادر على تجميع الناس وكأنه يستعد لخوض تجربة سياسية في فرنسا للدفاع عن المهاجرين من العرب والأفارقة. ففي معرضه الاستعادي حضر حوالي الألف شخص جاؤوا لإكتشاف أعمال هذا الفنان المغربي وأغلبهم من الفرنسيين. فقاعة المجلس العام لمدن النورماندي في مدينة روان عاصمة المنطقة لا تمنح إلا للفرنسيين عادة لكن كريم استطاع أن يغير المعادلة عبر مسيرة طويلة من الكفاح والنحت في الصخور الى جانب موهبته العالية التي أهلته لأن يكون في قلب الحياة الفرنسية. ففي مدن النورماندي المحيطة بروان مثل L'eubeuf وCleon يستوقف الناس كريم جعفر أفارقة عرب فرنسيون وقد كان الخط العربي هو جسر التواصل معهم ولم يفوّت كريم الفرصة في إفتتاح معرضه لتصويب نقده اللاّذع لأداء المجلس العام لمدن النورماندي تجاه الثقافة العربية والأفريقية وقد كانت هذه الكلمة مثار جدل كبير طيلة أيام المعرض الذي انطلق يوم 23 سبتمبر. ويعتبر كريم جعفر نفسه فنانا صاحب رسالة قادم من المغرب العربي لتقديم الثقافة العربية الى الغرب وهو ما أشار إليه في كتابه الصادر بمناسبة هذا المعرض بعنوان: Karim JAAFAR Le calme et l'esprit Itinéraire d'un calligraphe en partage وفي المعرض أهم اللوحات التي انجزها جعفر في مسيرته الطويلة كما عرض شريط وثائقي عنه توقف عند أبرز المحطات في مسيرة ابن المهاجر المغربي الذي دخل بالخط العربي الى الحياة الثقافية في فرنسا. المعرض الذي يختتم يوم 6 أكتوبر يبرز مسيرة فنان إستثنائي غالب الصعاب والعراقيل ليفتّك مكانا تحت الشمس، شمس الثقافة الأوروبية لكن بلسان وبيان عربيين.