إن استطلاع المسيحية واليهودية من خلال الاسلام نصّا قرآنيا وسنّة نبوية أمر مهم للغاية ولا نخال من أقدموا على مثل هذه الدراسات كثيرين. لماذا نقول مثل هذا الكلام وأين تكمن مثل هذه الاهمية؟ ولمّ لا العكس دراسة تنبؤ اليهودية والمسيحية بالدين الاسلامي؟ نعتقد في كلتا الحالتين ان بحوثا كهذه هي بحوث مهمة تتنزل في مجال الدراسات المقارنة للأديان وهي تمكن جميع الأطراف المنتمية للديانات الثلاث من الاطلاع على بعضها البعض من خلال ما ورد في كتبها السماوية او ما ورد في أحاديث رسلها وأنبيائها. غير أن أهمية استطلاع مظاهر الديانتين اليهودية والمسيحية من خلال الدين الاسلامي تتمثل في ان الاسلام هو خاتم الرسالات السماوية وهو بذلك حقيق بأن تغوص الدراسات في رسالته (نصا قرآنيا وحديثا) اذ هو لا يجبّ ما جاء قبله من رسالات سماوية بل يتحدث عنها ويعترف بها ويعرّف الناس بما ورد فيها. ومهما يكن من أمر فإن مثل هذه الدراسات تعد على غاية من الاهمية خصوصا اذا أنجزت بانضباط علمي اذ من مزاياها ان تسهم في تيسير الحوار بين الديانات وترفع كثيرا من الافكار المسبقة التي تعشش في أذهان بعض من أصحاب الرسالات السماوية فتفسد للود قضية. إن انفتاح الرسالات السماوية على بعضها البعض بواسطة هذا الصنف من البحوث هو وحده الكفيل بكنس التصورات الخاطئة العالقة في أذهان أصحاب هذا الدين او ذاك وكسر الفجوة بينهم وتقريبهم بعضهم من بعض. والديانات الثلاث بالتالي تتكامل ولا تتنافر وان كان الاسلام خاتمها.