احتضن المركب الثقافي محمد الجموسي مؤخرا حفل توقيع كتاب «باب بحر صفاقس: التاريخ الذاكرة الهوية» لصاحبه الاعلامي والباحث الجامعي رضا قلال وسط حضور مكثف لمثقفي الجهة وتولت الاعلامية رشيدة الغريبي رئاسة الجلسة التي تداول على أخذ الكلمة فيها كل من الدكتور الناصر البقلوطي رئيس اللجنة الثقافية بصفاقس والدكتور نزار شقرون والأستاذ نجيب عبد المولى وصاحب الكتاب الاستاذ رضا القلال. ورد الكتاب في 196 صفحة من الحجم الكبير في طبعة واخراج أنيقين محلى بصور استقاها المؤلف من مصادر متعددة من بطاقات بريدية وخرائط وغيرها ويضطلع البحث في مهمته الاساسية بدراسة تاريخ باب بحر صفاقس من سنة 1881 الى سنة 1956 من زاوية مخصوصة هي زاوية التعمير والهندسة المعمارية وميزة الكتاب انه تناول مبحثا ما سبقه إليه غيره فأغلب الدراسات ركزت على المدينة العتيقة داخل اسوارها وأهملت ماسواها. وسعى الدكتور ناصر البقلوطي في مداخلته المطولة نسبيا الى تأطير الكتاب باعتباره اطلع على الجوانب الحافة للكتاب وساير مراحل اصداره وبين في سياق حديثه ان «باب بحر» أصبح من الموضوعات التراثية رغم الجدل الدائر حول اعتبار الموروث الغربي جزءا من تراثنا أم لا وأكّد أن الكتاب قيم ومنفرد لاهتمامه بمجال حضري لم يحض بدراسة خاصة ومعمقة وكاملة الجوانب بما ان اغلب الدراسات كانت موجهة للمدينة العتيقة في حين تحرر هذا المؤلف (بفتح اللام) من هذه الهيمنة وأعتمد صاحبه مصادر متنوعة ووثائق متعددة وزادت أناقة الكتاب وجماليته من أهميته العلمية والتاريخية. والتقى الدكتور نزار شقرون مع صاحب الكتاب على أرضية واحدة تعتبر الكتابة شكلا من اشكال الدفاع عن الذات والتاريخ واعتبر الكتاب «ذاكرة موشومة بالصور» على حد قوله يحضر فيه التاريخ والعمارة والجغرافية العمرانية. ويأتي العنوان دالا على جزء من مدينة صفاقس لينفتح على تاريخ المدينة بأكمله، مجال لا يزال بكرا مكتنزا ثراء ويحتاج الى تاريخه لحمايته من الاندثار والتلاشي من الذاكرة الجماعية مستعينا بصور بلغ عددها مائتي صورة عكست اهتمام أهل المدينة في تلك الحقب بتأريخ أحداثهم وعمارتهم على محامل متعددة. أما الأستاذ رضا القلال فانطلق في كلمته من شكر كل من ساعده على انجاز الكتاب واحاطه بالرعاية والتوجيه من أساتذة وباحثين وأكد أنه انطلق في تأليف كتابه من قناعة مفادها ان من لا يعرف مدينته ورجالها لا يمكن ان يحبها ونادى في سياق حديثه بأن توسع جمعية صيانة المدينة من دائرة اهتمامها لتشمل فضاء باب بحر وهو بذلك جدير.