الكتاب باللغة الفرنسية وهو أثر ضخم يتألف من 215 صفحة ورق مقوى وصور واضحة تكاد تنطق رغم قدم البطاقات البريدية الواردة فيه. أعدّه الناشر سمير السلامي وكتب نصوصه كل من فوزي محفوظ وناصر بقلوطي ونبيهة جدي وسمير السلامي اما تصميمه الفني فيعود لتوفيق ساسي. في الكتاب تمهيد كتبه الاستاذ صادق شعبان، من ضمن ما يقول فيه: «... إن النفس السردي في هذا الكتاب يغطي ويحيي ميادين مختلفة كحصون صفاقس ومآذنها ورباطاتها وكذلك زياتينها والسيطرة على تقنيات الفلاحة، ووسائل النقل منها هذا الرتل الساحر من سيارات «تاكسي زمان» والمقاهي ذات الطابع الأخاذ..». وفي الكتاب ايضا توطئة كتبها دومينيك بوديس رئيس معهد العالم العربي بباريس وقد ذكر فيها بالخصوص: «.. هذه التوطئة هي شهادة صداقة لتونس التي اتردد عليها كثيرا منذ اكثر من عشرين عاما والتي تعتبر طبيعتها وعطورها وابتسامة أهلها رجالا ونساء جزءا من عالمي الشخصي..». وفي الكتاب بعد ذلك مقدمة كتبها سمير السلامي معدّ هذا الأثر يقول في مطلعها «إنها الصدفة وحدها وأنا أتحين الفرص في باريس في بداية الثمانينات ان أقع على أول بطاقة بريدية قديمة عن صفاقس فاقتنيتها. وكان اكتشافي مفيدا جدا لأن الأثر الذي تمثله قد اختفى. ومنذ تلك اللحظة انطلق شغفي بالبطاقة البريدية... ويواصل سمير السلامي قائلا: «.. ان الإقدام على نشر هذا الكتاب هو اعتراف مني لمسقط رأسي ومهد طفولتي وملاذي دائما وفي كل الأوقات..». أما متن الكتاب فهو يتألف أن شئنا القول من اثني عشر فصلا. وكل فصل محلى بصور البطاقات البريدية التي تسطر تاريخ صفاقس. الفصل الاول عنوانه «صفاقس المحروسة» وقد تحدث كاتبه في مطلعه عن تحصين المدينة منذ عهد الرومان والبيزنطيين على مدى ستين كيلومترا من الشمال الى الجنوب وفي هذا الموقع يقول الباحث قرر العرب الفاتحون تشييد مدينة صفاقسالجديدة. ثم يواصل الفصل الحديث عن موقع صفاقس مدعما ذلك بصور الحصون التي بنيت فيها مقدما الأسباب التي دعت لاختيار هذا الموقع ثم يستعرض القلاع المشيدة فيه وعن خصائصها وذلك عبر تاريخ صفاقس. الفصل الثاني من الكتاب اهتم بمساجد صفاقس بعدسة المصورين كما يشير الى ذلك عنوانه فتحدث عن الجامع الكبير وعن هندسته المعمارية وعن جامع سيدي إلياس الذي وقع بناؤه سنة 1448 وعن جامع سيدي علي بوشويشة وعن زاوية سيدي أبي الحسن الكرّاي وعن جامعة العزوزين. الفصل الثالث خاض في رونق اللقاء بين المدينة العتيقة وحي باب بحر وقد تضمن بطاقات بريدية كثيرة للموقعين واستجلى الفصل الرابع جمالية العمران في صفاقس في حين تحدث الفصل الموالي اي الخامس عن الديانة والثقافة وأورد بطاقات بريدية تصوّر الكنيسة والجامع وأخرى تعكس أوجه الأنشطة في المدينة . واعتنى الفصل السادس بأسواق المدينة القديمة منها بالأساس والحديثة ايضا. الفصل السابع عنوانه «فيما يتعلق بتينة» وهو اسم صفاقس القديم وقد تطرق الى معالم هذه المدينة القديمة. وجاء الفصل الثامن في المتحف الأثري للمدينة وقدم لنا صورا نماذج منه. الفصل التاسع اهتم بالزيتونة في صفاقس وقدّم صورا عن غابات الزيتون وعن مواسم الجني. الفصل العاشر تحدث عن ميناء صفاقس وموضوع التصدير فأورد صورا للميناء ولمختلف اوجه أنشطة وبيانات عن التصدير إلخ... الفصل الحادي عشر عنوانه «صفاقس قديما» فأورد بطاقات بريدية عن النشاط البريدي في بداية القرن الماضي كما أود صورا أخرى قديمة عن صفاقس إبان الاستعمار الفرنسي. الفصل الأخير عبارة عن استعراض ل 264 بطاقة بريدية لصفاقس في حجم طوابع بريدية. نشير الى ان الكتاب مرفق بقرص ليزري فيه ترجمة الى الانقليزية للنصوص الفرنسية الواردة فيه.