كشفت وثائق أمريكية أن عدد المقاتلين الذين ينفذون هجمات ضد قوات الاحتلال في العراق بلغ على الارجح 5 آلاف مقاتل يساعدهم في عملياتهم 20 ألفا آخرون بقيادة فدائيي صدام والحرس الجمهوري وعناصر من أجهزة المخابرات العراقية السابقة وعسكريين بعثيين. وتأتي هذه التأكيدات في وقت يخطط فيه «البنتاغون» ل «أسوأ» سيناريو محتمل في العراق خلال العام المقبل ويستعد لارسال المزيد من الوحدات المدرعة لمواجهة المقاومة العراقية. واعترف مسؤولون أمريكيون بأن عدد المقاومين الذين يهاجمون قوات الاحتلال في العراق أصبح أكثر مما كان يعتقد سابقا. «جيش صدام»... يقود المقاومة وأوضح المسؤولون الامريكيون ان هناك ما لا يقل عن خمسة آلاف مقاوم في العراق حاليا يقودهم عسكريون سابقون يساعدهم 20 ألف «متعاطف». وقال المسؤولون في وثائق نشرت أمس إن هؤلاء المسلحين الخمسة آلاف، معظمهم من عناصر حزب البعث المنحل ومكتبه العسكري و»فدائيي صدام» والاجهزة الامنية السابقة يقودهم عسكريون كبار في نظام صدام اضافة الى خلايا عشائرية يشرف عليها شيوخ وأئمة مساجد من السنّة. وحسب المسؤولين ذاتهم فإن هنالك نحو 20 أل ف شخص من العراقيين الرافضين للاحتلال في العراق يؤمنون لهؤلاء العسكريين الحماية والمآوى والاموال والسلاح. وأشاروا الى أن من بين المسلحين من يملك خبرات قتالية كما أن هناك في بغداد خليتين كبيرتين الاولى للاغتيالات والثانية لتفجير العبوات. وتؤكد الوثائق أن هؤلاء المقاتلين يمتلكون كفايتهم من الاسلحة والاموال والتدريب الجيد ويتوخون أساليب تكتيكية ذكية في عملياتهم تجعل من الصعب ملاحقتهم ومعرفة خططهم خاصة أن تجارب المواجهات العسكرية ضد القوات الامريكية على مدى الخمسة عشر عاما الماضية قد منحتهم خبرة كبيرة في التحرك السريع. وتشير الوثائق الى أن هؤلاء الخمسة آلاف مسلح بينهم مائتان من أنصار الناشط في تنظيم «القاعدة» أبو مصعب الزرقاوي إضافة الى مئات من الاجانب الذين يطلقون على أنفسهم صفة «المجاهدين». ويقول مسؤول عسكري أمريكي إن المقاتلين معروفون من قبل أهالي مختلف المدن العراقية الموجودين فيها لكن المشكلة تكمن في كيفية الحصول على المعلومات الدقيقة التي تقود الى مهاجمتهم في الوقت المناسب... ويضيف: «إنه في الوقت الذي يستعد فيه المسؤولون العراقيون لمنح عفو عن المسلحين الذين لم يرتكبوا أعمال قتل فإن قادة الجيش العراقي الجديد وجهاز المخابرات والجيش الامريكي يعقدون اجتماعات عمل مشتركة لتبادل المعلومات بشأن المسلحين والمناطق التي ينشطون فيها. وقال متحدث باسم القوات الامريكية إنه ليس هناك أفضل من العراقيين معرفة بالمسلحين العراقيين ولذلك توليهم الملف الامني سيساعد على استئصالهم، حسب قوله. واستدل المصدر الامريكي في قوله هذا بالمعلومات الاستخباراتية التي قدمتها الحكومة العراقية المعنية مؤخرا لاستهداف مقاومين في الفلوجة، على حد تعبيره. «أسوأ»... سيناريو وبالتوازي مع ذلك أعلن مسؤولون أمريكيون أن «البنتاغون» يخطط حاليا لأسوأ سيناريو محتمل خلال العام المقبل في العراق حيث يستعد لارسال المزيد من المدرعات لمواجهة المقاومين. ويأتي ذلك بينما قال مسؤولون آخرون في البنتاغون ان وزارة الدفاع الامريكية بدأت في إعداد خطط لتخفيض عدد القوات الامريكية المتواجدة في العراق بحلول عام 2006. ويعتقد مسؤولو «البنتاغون» أن الجيش وقوات الامن العراقية ستكون جاهزة بحلول عام 2006 لتحمل مسؤوليات أكبر. وقال مسؤول في «البنتاغون» لصحيفة «نيويورك تايمز» انه من المرجح الابقاء على المستويات الحالية للقوات الامريكية بالعراق خلال العام القادم لكن هيئة الاركان تعمل على وضع خطط مفصلة لتخفيض أعداد تلك القوات مع حلول عام 2006. ومن جهة أخرى أعلن مندوب الولاياتالمتحدة في حلف شمال الاطلسي نيكولاس بيرنز ان مدربي الحلف الاطلسي العسكريين سيصلون العراق في غضون أسابيع قليلة لتدريب القوات العراقية.