لئن شهد المركز المندمج للشباب والطفولة بالقصرينالمدينة تغييرات شتى على مستوى التسيير منذ ثلاث سنوات تقريبا واستطاع ان يتخذ تمشيا ناجحا فرض الاحترام والتقدير من طرف السلط الجهوية والمحلية وأولياء الاطفال الذين فرضت عليهم ظروفهم المادية والاجتماعية الالتجاء اليه فإنه مازال يشكو من نقيصة لابد من تجاوزها وتتمثل في عدم استغلال المساحة المترامية التي تبلغ ستة هكتارات من حيث التهيئة البيئية أولا والفلاحية في مقام ثان اذ لا يعقل ان لا تتحول بعض تلك المساحة المهمة الى حديقة تضفي جمالية مثيرة على المكان الى جانب استغلال الجزء الاكبر منها فلاحيا وبخاصة الخضروات التي يحتاجها المركز وبذلك يتمكن من توفير منتوج وفير منه للاستهلاك دون ان نسهو عن مدى أهمية انخراط أطفال المركز في الانتاج. ان تربية هؤلاء على العناية بالبيئة من خلال محيطهم الذي يعيشون فيه وتحفيزهم على انجاز بعض الاعمال الفلاحية من شأنه ان يعوّدهم على الامتلاء النفسي المريح بالفضاء الذي وفّر لهم المأوى والمأكل والمشرب وما الى ذلك من حاجات عديدة كما يمكّنهم ذلك من افراغ شحنات الاحساس بالبعد عن العائلة وغيره من المشاعر التي تقضّ مضاجعهم أحيانا لأن حالة الانتماء عندهم ستقوى مع مرور الوقت كما ان ذلك التعاون في انجاز عمل ما سيجعل الوشائج بينهم أبلغ وأنفع. لذلك فإن دور السلط الجهوية والمحلية في توفير الماء من خلال ربط المركز بقناة الساقية التي كانت تشقّه في الماضي بات مطلبا ضروريا لاستغلال تلك المساحة الواسعة في ما هو أجدى علما بأن استعمال حنفيات الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه مكلف ماديا ومن شأنه ان يحمّل ميزانية المركز تكاليف باهظة. قد ينتهي هذا الاهمال القائم في أرجاء المكان ويتحول ذلك المحيط الى جنة خضراء يحلو فيها العيش والتواصل اذا أنجز هذا المشروع الذي لا يحتاج الى اعتماد كبير يعسر تحقيقه لأن مد قناة على مسافة قريبة ليس بالمربك كما ان اعادة تهيئة المكان من طرف المعنيين من خلال توفير جملة من العملة حالة ملحة جدا وذلك ليس غريبا على والي الجهة وبلدية القصرين وغيرهما من الفعاليات التي يمكن ان تتدخل بشكل مباشر وتغير الكثير في مركز كان له دور تربوي مهم في حياة العديدين منذ انبعاثه الباكر في ستينات القرن الماضي.