أصدرت النيابة العمومية مؤخرا قرار إيداع بالسجن في شأن مسؤول ثقافي متقاعد بجهة بوحجلة اثر تلقيها عديد التشكيات المثبتة بالوثائق لنحو 20 شابا قالوا انهم سقطوا ضحية تحيل المشتبه فيه بعد ان وعدهم بالهجرة لقاء مبلغ 6 ملايين لكل منهم. كما أصدرت النيابة بطاقة تفتيش في شأن كهل آخر يشتبه في تورطه في نفس القضية. وتفيد حيثيات القضية ان عددا من الشبان أصيلي معتمدية بوحجلة تقدموا قبل أيام إلى وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بالقيروان بشكاية قالوا فيها انهم وقعوا ضحية تحيل من قبل شخصين وعداهم بتحقيق حلمهم في الهجرة إلى الخارج (بصفة شرعية) عبر عقود عمل. وأكد كل منهم انه قدم مبلغ 6 ملايين مثبتة بوصل قانوني (كمبيالة). وذكر الشبان ان تعاملهم المباشر كان مع مسؤول ثقافي متقاعد (في العقد السادس) بمعتمدية بوحجلة يسلمونه الأموال فيسلمهم «الكمبيالة» وهي ممضاة من قبل شخص ثان يتردد في إقامته بين القيروان وإيطاليا. كان حلم الهجرة يراود الشبان عندما تناهى إلى مسامعهم وجود شخص يحقق الأحلام وبطريقة شرعية عبر توفير عقد عمل. البعض من الشبان ومعظمهم من العاطلين باع أرض والده والآخر اقترض المبلغ والآخر اشتغل في التجارة ليلا نهارا وآخرون «تصرفوا» في الحصول على المبلغ (6 ملايين) وأسهبوا في حلم الهجرة. وذكروا أنهم سلموا المبلغ إلى المسؤول الثقافي المتقاعد وهم يمنون النفس بيوم الهجرة (إلى الشمال) ويعدون الأيام والليالي. كما أعد كل من الشبان وثائقه وحزم أمتعته في انتظار ساعة «الطائرة». لكن الأحلام سرعان ما طارت وتبخرت فقد طالت مدة الانتظار بشكل مريب. قبل أن يتبين للشبان الحالمين ان من وعدهم بالهجرة لا يملك امكانية ذلك. اتصل الشبان بالوسيط وطالبوا بارجاع أموالهم إلا أنه أكد عدم مسؤوليته عن عدم تحقق أحلامهم وأكد لهم ان الوصلات (الكمبيالات) ليست ممضاة من قبله وإنما من قبل شريكه. وعندما يئس الشبان من استرجاع أموالهم كما يئسوا من الهجرة إلى الخارج لجؤوا إلى القضاء. وبمجرد تلقيها الشكاوى بشأن المشتكى به تم استدعاؤه فأنكر صلته بالأمر رغم مواجهته بزاعمي الضرر. وفي انتظار مزيد التحريات أذنت النيابة العمومية بالقيروان بإيداع المتقاعد المشتكى به سجن الايقاف بعد أن تلقت سلسلة تالية من الشكاوى تتهم نفس الشخص بالتحيل. وقد بلغ عدد زاعمي الضرر إلى غاية السبت نحو 20 شابا تشابهت أقوالهم وتشكياتهم. وقد قدر مبلغ التحيل نحو 120 مليونا من مليماتنا. المشتكى به أدلى بأوصاف وهوية شريكه الذي تحصن بالفرار وقد صدرت ضده بطاقة تفتيش وعلمنا انه سافر إلى بلد أوروبي.