اتصل ب«الصباح» امس 8 شبان اصيلو جهة بوعرقوب من ولاية نابل وتحدثوا عن تعرضهم لعملية تحيل من طرف شخص انتحل صفة مدير مركز ثقافي وشخص آخر يعمل ميكانيكيا ولهفا منهما «تحويشة العمر» والمقدرة ب28 ألف دينار. وليد وحبيب وزبير وابراهيم وبقية الشبان حلموا بالهجرة الى اوروبا وظلوا يخططون لتحقيق هذا الحلم الذي سيمكنهم من توديع البطالة والايام الصعبة. جاء الفرج ولكن مسألة الهجرة ظلت حلما بعيد المنال بالنسبة اليهم وغيرهم من ابناء جيرانهم خاصة انهم لا يرغبون في «الحرقان» ويطمحون الى السفر بطريقة شرعية وقانونية. وفي يوم 3 مارس جاءهم الفرج كما يقال حيث اعلمهم شاب من سكان بوعرقوب ان شخصا صاحب نفوذ ويعمل مدير مركز ثقافي بالعاصمة وينشط في جمعيات خيرية سيساعدهم على الهجرة الى ايطاليا بطريقة شرعية ولم يصدق الشبان ما سمعوه.. ولكن لقاءهم بالمدير المزعوم بدد شكوكهم وتمكن هذا المدير من اقناعهم بنفوذه الكبير وبقدرته على تسفيرهم الى ايطاليا، بل وعدهم ايضا بعقود عمل برواتب خيالية، ولم يترك لهم اي مجال للشك فيه بعدما استلم من كل واحد منهم نسخة من جواز سفره ونسخة من بطاقة هويته كما انه استخرج بسرعة جواز سفر لمن ليس له جواز، وبعد ذلك طلب من كل واحد منهم تسليمه 3500 دينار مقابل هذه الخدمة فلم يمانعوا رغم صعوبة ظروفهم المادية فهذا باع مصوغ امه وذاك اقترض من معارفه، والمهم انهم جمعوا كامل المبلغ وهو 28 الف دينار وسلموه للمدير المزعوم، وبعدما تسلم المال ظل يماطلهم الى ان يئسوا من تحقيق حلمهم، وايقنوا انهم وقعوا ضحية عملية تحيل خاصة بعدما قرر المدير الوهمي اغلاق هاتفه نهائيا وتغيير رقمه وذلك ما دفعهم الى رفع عرائض امس الاربعاء الى وكالة الجمهورية بتونس. وفي حديثهم ل«الصباح» ذكروا انهم علموا بعدما خسروا اموالهم ان المدير المزعوم هو منحرف من ذوي السوابق العدلية وسبق له ان قضى بالسجن 13 عاما من اجل جرائم متعددة ومتنوعة كما انه تحيل عى اكثر من 50 شخصا وعدهم بالهجرة ولهف اموالهم. وطلب الشبان الثمانية تبليغ اصواتهم الى السلطات المختصة لمساعدتهم على استرجاع اموالهم لاسيما وانهم يعانون من البطالة وان عددا منهم انقطعوا عن العمل بعدما اعتقدوا ان الهجرة الى ايطاليا هي من «تحصيل الحاصل» ومسألة وقت لا غير ومن المنتظر ان تنطلق الابحاث لايقاف المدير والميكانيكي بعدما تقدم المتضررون الثمانية بشكايات الى وكالة الجمهورية بتونس.