بداية اللقاء الذي جمع البنزرتي بالصفاقسي كانت بطيئة ودون المستوى حيث أن كلا من الفريقين سعى للانتشار على الميدان وانتظار المبادرة من الآخر في محاولة لجس النبض وفك رموز الخطة التكتيكية المزمع اتباعها وقد انتظرنا حوالي 15 دقيقة لنرى أول هجوم منسّق لأبناء الدار حين تبادل البراطلي مع المباركي كرة سريعة مُرّرت إثر ذلك نحو العويني الذي بحث عن المراوغة قبل التوجه مباشرة نحو المرمى. لسد الفراغ الذي تركه لسعد الدريدي أقحم العربي الزواوي اللاعب الطويل وليد الهيشري في مركز ارتكاز وهي خطة سبق لوليد أن شغلها مع النادي الإفريقي وإلى حدود نهاية الشوط الأول يمكن اعتبار أن الاختيار كان ناجحا حيث برز الهيشري في المردود الدفاعي وتمكن من التعامل مع قمامدية وأوروك ومرابط وحاول قدر المستطاع مد يد المساعدة في البناء الهجومي وقد تفاعل الجمهور مع مردود وليد الهيشري متوسط الميدان الدفاعي. بداية الهفوات والهدف رغم أن النادي الصفاقسي لم يمارس الضغط المعتاد إلا أنه وجد سهولة في الوصول إلى دفاع زملاء محمد سيلا الثابت في المحور بدأت بعض الهفوات تبرز في أداء المحليين ومع مطلع الدقيقة 28 يتمكن أوروك من تجاوز مدافعين على الأقل ثم يمر نحو قمامدية الذي توصل لافتتاح النتيجة ليجد النادي البنزرتي نفسه متأخرا بهدف لصفر. عودة في اللقاء هدف قمامدية حرّك زملاء فاروق بن مصطفى الذين حاولوا إيجاد أسلوبهم المعتاد إلا أن تباعد الخطوط وضعف خط وسط الميدان لم يترك ماكينة البنزرتي تعمل بالسعة المعتادة مع ذلك تمكن وليد الهيشري أفضل لاعب في الفترة الأولى من استغلال المخالفة التي نفذها عمر العويني ليعدل النتيجة ويعيد توزيع الأوراق من جديد مع مطلع الدقيقة 39. شوط اللياقة البدنية وانتظار في الشوط الثاني مع ثقل أرضية الميدان وانتشار الحفر فيها كان من المؤكد أن الفريق الجاهز بدنيا هو من سينجح في ال45 دقيقة الثانية. مدربا الفريقين لم يبادرا بالقيام بالتغيير بين الشوطين وكأن كل منهما انتظر الآخر ليكشف أوراقه. تراجع بدا جليا أنّ النادي البنزرتي بعيد كل البعد عن وجهه الحقيقي وقد زاد الإرهاق الذي نال من بعض العناصر في تعقيد الوضعية وقد ظهر أن وسط ميدان النادي هو نقطة ضعفة فبمجرد تراجع مردود وليد الهيشري الذي بذل مجهودا مضاعفا في الشوط الأول ولم يجد المساندة المرجوة من زملائه تراجع مردود الفريق وانفصلت الخطوط عن بعضها. بلا روح تشكيلة النادي الصفاقسي كانت تضم عدة أسماء لها قيمتها الفنية وماضيها إلا أن الملاحظ أن بعض العناصر كانت في فسحة ولم تلعب بالقليب المطلوب وقد رصدنا استياء إثر اللقاء من بعض المسؤولين أمام حجرات الملابس من أداء بعض اللاعبين. هل هو تعادل عادل؟ اقتسم الفريقان نقاط المباراة ولم يقدما المجهود البدني المطلوب في لقاء كان كل طرف يمني نفسه بالظفر به والأكيد أن المدرب الجديد للنادي الصفاقسي لوكا قد أخذ فكرة واضحة عن إمكانيات عناصر مجموعته والعربي الزواوي ومعاونيه مازال أمامهم مجال لتدارك بعض السلبيات الواضحة الأكيد كذلك أن غياب لسعد الدريدي من جانب المحليين أثّر على أداء وسط البنزرتي وغياب داسيلفا وصوما نابي في الطرف المقابل على هجوم الصفاقسي. نقطة فنية استعمل كل من العربي الزواوي من جهة ورياض الشرفي من جهة ثانية أسلوب الكرّ والفرّ في التعويضات فكلاهما انتظر الآخر أول تغيير في اللقاء كان في نفس الوقت من الجانبين مع الدقيقة 65 الزواوي أقحم تشالا والشرفي أدخل شادي الهمامي ثم الزواوي ثم عنتر في الدقيقة 72 وبعد 3 دقائق دخل حمزة يونس مكان قمامدية تم التغيير الثالث والأخير جاد في نفس الوقت في الدقيقة 85 حيث عوّض الورتاني عمر العويني في صفوف المحليين وكمال زعيم أخذ مكان أوروك في نفس التوقيت. خبر من اللقاء قرار التعويل على الحارس فاروق بن مصطفى اتخذه الإطار الفني صباح المباراة بعد أن أجرى فاروق حصة تدريبية على الساعة الثامنة صباحا تحت مراقبة الإطار الفني والطبي إلى جانب حضور النائب الأول لرئيس النادي مسطاري الغربي. نجم المباراة بالنظر للمردود المتوسط لجل عناصر الفريقين يمكن اعتبار الحكم عبد الله الدرعي هو نجم المباراة حيث نجح في قيادتها بإحكام وأعطى كل ذي حق حقه ولم يؤثر في النتيجة الحاصلة على الميدان أما ضربة الجزاء التي استحقها هيثم بن سالم فكان على الحكم المساعد التفطن إليها لقربه من العملية. هذا نريده لقطة نادرة ومعبّرة قام بها مهاجم النادي الصفاقسي أوروك الذي قبّل لاعب النادي البنزرتي وليد الهيشري وهنأه بعد هدف التعادل الذي سجله بكل تلقائية وروح رياضية تدل على رفعة أخلاق هذا اللاعب. وهذا نرفضه الشمروخين الذين استعملهما محبين من النادي البنزرتي وبضعة القوارير التي ألقاها عدد من أحباء النادي الصفاقسي على الحكم المساعد وأحد أحباء عاصمة الجنوب الذي حاول الوصول للحكم المساعد أثناء المباراة وتصدى له عناصر التنظيم هي مظاهر بالتأكيد نرفضها.