يُعد البرنامج الوطني لتعليم الكبار احد الآليات الاساسية لتجسيم المشروع المجتمعي الحداثي ضمن برنامج تونس الغد وخاصة ما يتعلق منه بتأهيل الموارد البشرية ذات المستويات التعليمية المحدودة اوالمنعدمة، ويقوم نشاط تعليم الكبار من هذا الاساس على جملة من الثوابت الاساسية من أهمها مبدأ التعليم للجميع مدى الحياة مساهمة في بناء مجتمع المعرفة وتكريسا لثقافة المواطنة كآلية من آليات تعزيز العمل الديمقراطي داخل المجتمع التونسي كافة دون اقصاء أو تهميش. في هذا الاطار تأسست الجمعية المحلية لتعليم الكبار بميدون في أكتوبر 2003 وفي ظل تظافر جهود جميع الأطراف المساندة تمكنت منذ ذلك التاريخ والى نهاية السنة الدراسية 2008 2009 من تحقيق جملة من الانجازات الكمية والنوعية نذكر منها. بعث 14 مركزا لتعليم الكبار للنسوة تعمل بها 10 مدرسات من الحاصلات على الشهائد الجامعية وتحرير أكثرمن 1300 دارسة من الأمية، وارساء ثقافة التعلم مدى الحياة اعتمادا على مجالات وأنشطة متنوعة تستجيب لحاجيات ومتطلبات نسق التغيير الذي يشهده المجتمع التونسي وذلك من خلال جملة من المعارف كتعليم اللغة الفرنسية والانقليزية والاعلامية وبالاضافة الى الأنشطة الثقافية كالرحلات والرسم على البلور والخزف والحرير. وتجدر الاشارة الى الاشعاع الكبير الذي تمثله هذه الجمعية برئاسة المربي سعيد بن زكري جهويا ووطنيا حيث شاركت في العديد من التظاهرات الجهوية والندوات الوطنية كما أنها توجت بجائزة رئيس الجمهورية للمرّة الثالثة، كان آخرها سنة 2008 حيث تحصلت على الجائزة الممتازة وقيمتها 5000د.