في ذلك اليوم الممطر... كانت الريح... تولول في كل مكان، كانت السماء ملبّدة بغيوم سوداء... داكنة... وكانت محطّة القطار تعجّ بمسافرين من جنسيات مختلفة، هاتفتك،،، بيد أني وجدت «هاتفك الجوّال» ليس في وضع استعمال... هكذا جاءتني الاجابة! أحسست بمرارة لا توصف! حاولت مرّة ثانية، كان «هاتفك يرنّ... خفق قلبي... ثم جاءني صوتك: «أعتذر... عزيزي! نهضت متأخرة هذا اليوم... بعد نصف ساعة سوف آتي إليك... أعرف مكانك» أجبتها «لن أمتطي القطار الى باريس...دون أن أراك!... إنها آخر مرّة!». ازداد هطول المطر... دلفت الى داخل المحطّة... وفي كل دقيقة كنت أنظر الى الساعة الحائطية المعلّقة في المحطة! وقد طال انتظاري! صوت القطار يثير في نفسي وحشة كبيرة!... مرّت ساعة كاملة،... مللت الانتظار... كنت أسلّي نفسي بالنظر الى سيدة فرنسية عجوز... وهي تهدهد قطتها... وتضحك منها في سخرية عابثة... كنت أعرف أن زوجك يعمل في هذا اليوم... ولديك من الوقت ما يكفي للمجيء. رنّ هاتفي... ومرّة ثانية جاءني صوتك: «أنا في المحطة... أين أنت؟». فأجبتها... «أنا قبالة قسم البريد... على ناحية اليمين» لمحتني من بعيد... حين رأيتها... لم أصدّق نفسي... لقد ازدادت جمالا... وتفجّرت أنوثتها! لشدّ ما أنا مشتاق، اليها، رغم الماضي الأليم!... حين نكثت عهدها لي وتزوّجت ثم سافرت دون... علمي! وبدون مقدّمات سألتني والبهتة مرتسمة على محياها «كيف جئت الى هنا؟ كيف عرفت رقمي؟ أكاد لا أصدّق!!» أجبتها أني أتيت الى «فرنسا» في «بعثة تدريبية» وأني عرفت رقمها عن طريق قريبتها «أ». قلت لها «أعرف أنك الآن سيّدة متزوجة... وأني قد أحرجتك كثيرا اليوم! ولكني أردت ان أسلك سؤالا واحدا: ماذا فعلت كي تصنعي معي كل هذا؟! أنا لم أنسك... أبدا... وأعرف الآن أنه حب مستحيل ولكن أجيبني عن سؤالي؟ أرادت أن تتكلّم... تلعثمت... ثم خنقتها العبرات... وبصعوبة بالغة قالت لي: وداعا... وتركتني!