توجه المتهم المقيم بأحد أحياء العاصمة الى بيت جاره الذي اعتاد ان يبيع المشروبات الكحولية خلسة واقتنى منه قارورة خمر. ولما ابتعد قليلا وهو «يتأبط» القارورة تناهى الى مسامعه حديث كان يدور بين شخصين من سكان الحي وكانا يجلسان على مقربة منه. وقد سمع أحدهما يخاطب الثاني قائلا إنه كان أولى به وأحرى ان يشتري حذاء لابنه الصغير الذي اعتاد الخروج الى أنهج الحي حافي القدمين عوض ان يقتني قارورة خمر. وفهم المتهم ان الكلام موجه اليه واعتبر ذلك اهانة وتعديا على حريته وتدخلا في شؤونه فبادر بتهشيم قارورة الخمر الى جزئين وتوجه نحوهما وهو يحمل بيده الجزء الاكبر فتفطنا اليه وخشيا رد فعله فأطلق أحدهما ساقيه للريح بينما تعذر على صديقه الفرار، فتقدم منه المتهم وطعنه بواسطة جزء القارورة في وجهه. أضرار فادحة ونظرا الى خطورة الاصابة أطلق المتضرر عقيرته بالصراخ، مستنجدا بالجيران الذين سرعان ما تجمعوا حوله. ولما أدركوا أن حالته تستدعي التدخل الطبي العاجل نقلوه على جناح السرعة الى المستشفى حيث قدمت له الاسعافات اللازمة. وتبيّن من خلال الاختبارات والفحوص الطبية التي أجريت عليه ان الاعتداء قد ألحق به أضرارا فادحة تتمثل في تشويه مستديم وفظيع بالوجه الى جانب أضرار أخرى جسيمة بالأنف وأعلى الفم. وقدّم المتضرر شكاية في الموضوع، بعد ان غادر المستشفى فانطلقت الابحاث وأعاد صاحب الشكاية رواية تفاصيل الواقعة، متمسكا بحقه في تتبع الجاني عدليا. ولما ألقي القبض على المتهم اعترف بما نسب اليه. وبانتهاء الابحاث أحيل على المحاكمة.