قال الزعيم الليبي معمر القذافي ان اعلان استقلال ليبيا «المزيف» في اوائل الخمسينيات يؤكد انه «ولد ميتا»، حين جاءت القوات الامريكية لاحتلال البلاد مع استمرار الاحتلالين البريطاني والفرنسي. وأوضح القذافي بصفته «ملك ملوك افريقيا» ان احتلال ليبيا كان هو سبب التفكير في تغيير الوضع بالثورة لتحريرها الذي تم بعد مضي سبع سنوات على الاستقلال «الشكلي» ولم يكن سبب التغيير قضية بترول أو قضية فساد. وكان القذافي يتحدث الى ملوك وسلاطين وأمراء وشيوخ وعمد إفريقيا وأعضاء الرابطة الشعبية الاجتماعية لقبائل الصحراء الكبرى، خلال احتفال أقيم بمدينة سبها الليبية مؤخرا إحياء للذكرى الخمسين لتأسيس حركة الوحدويين الأحرار على يدي الزعيم الليبي في 1959. وأضاف ان «هذا العمل الذي ولدّ ثورة الفاتح التي أصبحت ثورة قومية وعالمية، جعل من هذا الحدث ملكاً للجميع». استقلال مزيّف وأعاد القذافي إلى الأذهان ظروف مظاهرة يوم 5 أكتوبر عام 1961 بعد عامين من تأسيس حركة الوحدويين الأحرار، مشيرا الى أن «تأسيس هذه الحركة لتغيير الوضع في ليبيا بعد سبع سنوات من إعلان ما يسمى باستقلال ليبيا، يؤكد أن ذلك الاستقلال كان عملية خداع وتزييف وقد ولد ميتاً حيث جاءت بعد ذلك الإعلان مباشرة القوات الأمريكية لتحتل ليبيا واستمر بقاء قوات الاحتلال البريطاني، بالإضافة إلى القوات الفرنسية التي كانت تحتل منطقة فزان بجنوب ليبيا». وتناول الزعيم الليبي في حديثه كيف «ان الذين أسسوا حركة الوحدويين الأحرار عام 1959 تحت الأرض، دخلوا الجيش ليسخروه من أجل القيام بالثورة وليس من أجل أن يكونوا ضباطاً في ذلك الجيش». وتطرق في هذا الصدد إلى أن حركة الوحدويين الأحرار كان لها أيضاً تنظيم مدني وخلايا سرية في الجامعات والمدارس وبين الناس وضباط الصف والجنود في الجيش والشرطة. حركة مفتوحة واستعرض القذافي في حديثه «البضائع الحزبية» من اخوان مسلمين وبعثيين وشيوعيين التي كانت مطروحة من قبل المدرسين العرب الذين درسوه ورفاقه عندما بدأ التفكير في عام 1959 في تأسيس هذه الحركة، مشيراً إلى أنه ورفاقه كانوا كطلبة يعيشون المناخ الثوري والتحرري والقومي والتقدمي في الوطن العربي وفي العالم كله. وأوضح أن تحليل نشأة وأهداف وطبيعة هذه الأحزاب قاد إلى رفضها وتأسيس حركة تشمل كل تلك الأحزاب التي كانت موجودة وتكون فوقها وتشمل كل الأيديولوجيات والاتجاهات وتكون حركة لأحرار ووحدويين يوحدون هذه الأمة. وأكد على أن حركة الضباط الوحدويين الأحرار التي أسسها في الجيش انضم اليها ضباط مؤمنون بالشيوعية وأشخاص مؤمنون بالوطنية الليبية فقط، كما كان فيها مؤمنون بالقومية وأشخاص متدينون «لم يكن مؤكدا أنهم أخوان أو ليسوا اخواناً لكن الحركة شملتهم لأنها أشمل من الحزب». وأضاف ان أي واحد كان يريد أن يوحد الأمة يمكنه أن ينضم الى الحركة سواء كان في هذا (الحزب) أو ذاك. ولفت الانتباه إلى أن نفس الشيء هو السائد الآن في ليبيا بعد قيام الثورة.