أكدت مصادر اعلامية اسرائيلية أن حالة تخبط وهلع شديدة تسود الدوائر السياسية والعسكرية الصهيونية من احتمال فقدان تركيا كشريك استراتيجي في المنطقة بعد إعلان أنقرة إلغاء مشاركة سلاح الجو الاسرائيلي في المناورات العسكرية. وكشفت صحيفة «هآرتس» العبرية عن عقد كبار مسؤولي وزارة الخارجية الاسرائيلية اجتماعا موسعا لرئاسة مدير عام الوزارة يوسي غال وقع التطرق خلاله الى تداعيات الخطوة التركية على العلاقات الاستراتيجية بين أنقرة وتل أبيب. القلق السياسي ووفقا ل«هآرتس» فقد أجمع الحاضرون على أهمية التمسك بالعلاقات السياسية مع تركيا على الرغم من التغيّر الطارئ في مستوى الخطابين السياسي والاعلامي على القيادة التركية. ووصفت النقاش بالساخن خاصة عندما عالج أسلوب تعامل رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان مع اسرائيل موردة اتهام كبار المجتمعين له بأنه غير معني بالعلاقات الاستراتيجية مع تل أبيب. ورجّح الحاضرون امكانية انتهاء العلاقات مع أنقرة الأمر الذي يتطلب البحث عن شريك آخر في المنطقة. التخوف العسكري وفي سياق حديثها عن التخوف العسكري الاسرائيلي، أبرزت الجريدة ذاتها أن الخطوة التركية تمثل استثناء في تاريخ العلاقات العسكرية بين الطرفين باعتبارها تضرب الاتفاقية الثلاثية بين اسرائيل والولايات المتحدة وتركيا في الصميم وتجعلها بلا صلاحيات فعلية. وأضاف المصدر نفسه أن الخشية الكبرى تأتي من جهة أن أردوغان ما كان له أن يتخذ القرار لولا تأييد الجيش التركي للإجراء. وتابع أن بهذا الأمر يكون أردوغان قد سيطر على المؤسسة الأمنية التي تولي لها تل أبيب كل الاهتمام والرعاية. وانتهى الى أن أردوغان أصبح الوجه السياسي والعسكري لبلاده مما يستوجب على تل أبيب إعادة العلاقات السياسية الى مجاريها حتى يرجع المستوى التنسيقي الأمني الرفيع القديم الى ما كان عليه. وفي نفس الاطار، ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن قرار الالغاء يهدد بعرقلة صفقة أسلحة بين تركيا واسرائيل. وأضافت أن الطلبات التركية لشراء أسلحة من اسرائيل ستخضع للنظر من قبل شعبة التعاون الخارجي وتصدير الأسلحة بوزارة الحرب مما يهدد بعرقلة إنجازها.