ذلك هو السؤال الذي خرجنا به من لقائنا مع كينيا... صحيح أننا حققنا المطلوب وهو الانتصار لكننا في المقابل خسرنا الكثير من الأشياء أبرزها خلخلة الثقة داخل صدور الجماهير وأيضا داخل صدور اللاعبين والمتابعين.. فالجمهور حضر بأعداد كثيفة ومنّى نفسه ب«صابة» من الأهداف بعد مردود لاعبينا في أبوجا وبعد عودة كل المصابين وانتعاش أغلب العناصر في بطولاتهم لكن هذا الجمهور فوجئ بالمردود الهزيل للمنتخب الذي قدم 27 ثانية رائعة سجل منها هدفا ثم انكمش على نفسه مثل حية الكوبرا التي تنتحر بعضّ نفسها في لحظة يأس أو لحظة كبرياء عندما تقع إهانتها من أي طرف... فمنتخبنا رغم انتصاره أهين مساء الأحد أمام منتخب خارج الحسابات العالمية وبالتالي فإننا نحمد الله على النتيجة الحاصلة رغم أنها لم تغيّر شيئا في المنتوج النهائي بما أننا سنذهب إلى الموزمبيق بهدف وحيد هو الانتصار خاصة أن الضغط انقلب علينا بفعل الحساب النهائي بما أن التعادل الذي كان من المفروض أن يكون في صفنا لو انتصرنا بأهداف كثيرة أصبح يفيد نيجيريا في صورة الاحتكام إليه وهي وضعية ما كنّا لنتمناها أو ننتظرها لنبدأ في علك الحسابات منذ نهاية لقاء الأحد بما يجعلنا معنويا نعود إلى نقطة الصفر ونركض وراء احتمالات ما كان يجب أن نرتمي في أحضانها لأنها مؤلمة ولن نشفى منها إلا متى كسّرناها يوم 14 نوفمبر المقبل. قد يقول البعض، وهل يعقل أن توقفنا الموزمبيق؟ وهنا نحيلهم على سيناريو آخر لقاء لهذا الفريق على أرض نيجيريا وكيف مرّ «النسور الخضر» بضربة حظ في الوقت بدل الضائع... كما لا ننسى أن الموزمبيق يحتل المركز الثالث إلى حد جولة قبل النهاية بما يزيد في رغبتها في ترسيم نفسها في نفس المقعد من أجل مشاركة إفريقية... وختاما وإن نسينا لا يمكن أن ننسى شطحات الأجواء الإفريقية وفظاعة الأخطاء التحكيمية.. وهشاشة معنويات بعض عناصرنا الدولية... كلام كثير قيل قبل لقاء كينيا.. وكلام أكثر سيقال بعده... ليبقى السؤال هل زادت حظوظنا للعبور إلى المونديال بعد هذا النصر... أم أنها في الواقع عادت إلى نقطة الصفر؟ على جناح الألم وكأننا نفتقر إلى أناس يتكلمون أكثر مما يفعلون لتزيد علينا تلك «الإذاعة الداخلية» وسط الملعب وتساهم مساهمة فعّالة في تحديد نتيجة اللقاء عندما كانت تصل إلى آذان اللاعبين بالصوت العالي وتخبرهم لحظة بلحظة عن تطورات لقاء نيجيريا وكادت تدعوهم إلى الرقص على نخب الترشح... وإذا تواصلت مثل هذه الهفوات بمثل هذه الإذاعات فقد نقول عن حظوظنا «امسح مات».