في حضور جماهيري مكثف، عرض المخرج أمير العيوني مسرحيته «عمرو ميم» انتاج نادي المسرح بالمركز الثقافي الجامعي. مسرحية «عمرو ميم» كانت قد حصدت بعض الجوائز من أهمها جائزة الاخراج المسرحي للمخرج وأستاذ المسرح أمير العيوني كما تحصلت على جائزة أحسن ممثل نالها الممثل عمر الهماني في اطار المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالمنستير. اللافت للنظر في هذا العمل ليس الحبكة في الاخراج فقط أو أداء البطلين الشابين عمر هماني وعمر بن سلطانة، بل مغامرة المخرج أمير العيوني واتجاهه الى شكل مسرحي لا يخلو من المغامرة باعتباره اتجه الى تناول الواقع بطريقة «الايماء» الذي ينتفي فيه النص والحوار ليترك مكانا واسعا للايماء وهو ما يستوجب حرفية من الممثلين والتصاقا كبيرا بالشخصية. الممثلان عمر هماني وعمر بن سلطانة نجحا في أدوارهما بشكل كبير ونجحا في نقل الواقع وتجسيده بشكل لا يخلو من الموضوعية مع خيال فني اعتمد علىشكل الكوميديا المرئية التي تعتمد فيما تعتمد على قدرة الممثل التجسيدية والاعتماد على جسده في التعبير عن أفكاره ومواقفه. المسرحية التي حصدت العديد من الجوائز لم تتجاوز ال 45 دقيقة، لكنها كشفت العديد من المواضيع المسكوت عنها بشكل لا يخلو من الجرأة والموضوعية وهو ما يحسب للمخرج أمير العيوني الذي تحول الى واحد من نجوم المسرح بصفاقس بتكوينه الاكاديمي في المجال وبرعاية كبيرة لمركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس وهو المركز الذي يحسب له دعمه للطاقات الواعدة والاحاطة بها في بحر الفنون المتلاطمة أمواجه. بقي أن نشير الى أن «عمرو ميم» وظبها ركحيا مكرم السويح، إنارة صابر الحشيشة، توظيب صوت درة عمارة وهي كلها أسماء واعدة عمل على التعريف والاحاطة بها مركز الفنون الدرامية بصفاقس تحت اشراف مديره المخرج صابر الحامي.