رغم حداثة عهد جمعية الصداقة التونسية الايطالية بالنشاط اذ لم يتجاوز عمرها الست سنوات الا انها استطاعت الى حد الآن فرض اسم تونس في مدينة سيراكوزا الجنوبية الايطالية، هذه المدينة التاريخية التي استطاعت ان تكون امتدادا بين الشمال والجنوب وجسرا بين ضفتي المتوسط. فرجاني يزيدي بوغدير تونسي أصيل مدينة سليمان غادر الى ايطاليا منذ 30 عاما ولكن هذه العقود الثلاثة التي لم يعد فيها الى بلادنا الا لمرات قليلة لم تمنعه من ان تقطن تونس في قلبه وعقله باستمرار ... فلقد حمل الرجل معه تونس بين جوانحه حتى انك حين تدخل محلاته المختلفة بالمدينة لا تشعر انك خارج حدود الوطن ... مطعم قرطاج ومحلي صناعات تقليدية تونسية مائة بالمائة تحتوي على اواني وصور وذكريات من تونس الجميلة ... فرجاني يزيدي بوغدير ومن خلال هذه الجمعية الفتية استطاع ان ينظم كل صائفة مهرجانا للأكلة التونسية ينتقل في كل مرة من فضاء سياحي الى اخر على سواحل المدينة، هذا المهرجان لا يقتصر الحضور فيه على الايطاليين من أهل المدينة بل يحضره الآلاف المؤلفة من السواح الاوروبيين الذين يجدون في سيراكوز ا الهادئة افضل مكان لقضاء عطلة مريحة. عن هذه التظاهرة يقول السيد فرجاني يزيدي . انطلقنا منذ 4 سنوات في برمجة Tunisia - Couscous Festa ضمن فعاليات الاحتفالات في المدينة وقد وجدنا كل الدعم من جمعيات المجتمع المدني بالجهة وولاية سيراكوزا وبلديتها وغيرهما من المؤسسات والادارات الجهويةالتي دعمت التظاهرة ووفرت الفضاءات المختلفة وتركت لنا حرية البرمجة دون قيود او شروط ... تصور اننا قمنا في كل دورة بالصاق كل صور الرئيس زين العابدين بن علي التي وصلتنا من تونس في شوارع المدينة اضافة الى لافتات تعبر عن المناخ الديمقراطي وتدعو الى الذهاب الى تونس باعتبارها بلد الحوار والسلام ... كما ان تعاوننا مع عدد من الجمعيات في المدينة جعلنا ننظم ندوات مشتركة للتعريف ببلادنا اكثر وقد دعونا عددا من الجمعيات التونسية على غرار الجمعية التونسية لمساعدة الأطفال فاقدي السند التي حضرت رئيستها منوبية الزواوي وجمعية المحافظة على البيئة والمحيط بتونس وجمعية الثقافة المتوسطية التي حضر عنها الدكتور صلاح الدين بوجاه وكذا الشاعر محمد الغزي وعدد من الاعلاميين التونسيين وأسأل السيد فرجاني بوغدير عن التظاهرة الأخيرة التي نظمتها الجمعية حول القيروان فيقول حاولنا ان نمد جذور التواصل بين القيروان وسيراكوزا باعتبار ما يجمع بينهما من تاريخ وقمنا بدعوة عدد من الباحثين من مختلف اقطار المغرب العربي لتقديم محاضرات حول العلاقات بين القيروان وصقلية ونظمنا بالمناسبة معرضا للزربية التونسية حضره عارضون تونسيون اثثوا فضاء المعرض بالألوان التونسية التي وجدت تفاعلا كبيرا من السواح الوافدين على مدينة سيراكوزا والايطاليين المقيمين بالمدينة. تونس قريبة وماذا حققت مثل هذه الفعاليات؟ اسأل السيد يزيدي فيجيب لقد اصبحت تونس وجهة للكثير من الصقليين الذين اكتشفوا مدى قربهم من تونس ومدى تميزها واشعاعها وحضورها اللافت للانتباه في الخارطة العربية ... ويضيف : لا اخفيك سرا : ان كثيرا من الايطاليين من اهل صقلية يرون في تونس بعيدة عنهم ثقافة وعادات وتقاليد ولكنهم بدأوا يتعرفون عليها عن قرب على جميع المستويات وهذا شرف كبير نشعر به في الجمعية ويواصل السيد بوغدير حول مسألة التعاون الثنائي بين المستثمرين الايطاليين و التونسيين : لتعلم ان الاتحاد الاوروبي يدعم مبادرات الاستثمار في بلدان الجنوب ويقدم الاعتمادات والمساعدات من أجل بعث مشاريع مشتركة من شأنها ان ترسخ التعاون بين ضفتي المتوسط ولذلك فان هذه الجمعيات واصحاب المشاريع تتصل بنا أولا فنحيلها الى القنصلية التونسية ببلارمو وهناك يجدون كل ما يريدونه... وعن علاقة الجمعية بالقنصلية العامة لتونس ببلارمو يقول السيد فرجاني بوغدير . اننا نجد كل الدعم وعلى اتصال يكاد يكون يوميا بها وقد وجدنا في شخص السيد عبد الرحمان منصور القنصل العام الرجل المتفهم الذي يقدم الاستشارة ويجيب عن كل التساؤلات ويعلمنا بكل كبيرة وصغيرة ويدعونا باستمرار الى ترسيخ اسم تونس في اذهان الايطاليين والسواح القادمين من مختلف انحاء اوروبا. نساء واساله : علمنا ان هناك فرعا للاتحاد النسائي بولاية سيراكوزا فما هو الدور الذي يقوم به وما علاقته بجمعيتكم : فرع الاتحاد النسائي الذي وقع تركيزه مؤخرا ترأسه نادية بوغدير ابنتي البكر ويقدم صورة متميزة عن المرأة التونسية وقد انطلقت برامجه بالتعاون مع عدد من الجمعيات بصقلية عموما والنية متجهة الى تنظيم تظاهرة سنوية بالتعاون مع جمعيتنا للتعريف بالانجازات التي تحققت للمرأة التونسية في هذا العهد الجديد ولا اخفيك سرا ان الفرع يعمل على التعريف بسيدة تونس الاولى ليلى بن علي وعملها الاجتماعي من خلال جمعية بسمة للنهوض بالمعوقين كما يعرف بالتعاون مع جمعيتنا بالمشاريع الاجتماعية التونسية مثل صندوق 26/26 الذي يشمل مناطق الظل في تونس العزيزة وكذلك صندوق 21/21 الذي يساعد الشباب التونسي على بعث المشاريع المختلفة. كما اضاف السيد فرجاني يزيدي بوغدير رئيس جمعية الصداقة التونسية الصقلية ان الجمعية تركز على استقطاب اكبر عدد ممكن من السواح للقدوم الى بلادنا وما يطلبه من وزارة السياحة والصناعات التقليدية هو دعم الجمعية وتوفير المعلقات التي تعرف ببلادنا ومن وزارة الثقافة والمحافظة على التراث مساعدة التظاهرات من خلال ارسال فرق فنية لتنشيط التظاهرات التي تنظمها الجمعية. مشاريع وعن آخر ما قامت به الجمعية من عمل اجتماعي يقول السيد بوغدير: اعددنا بعض المساعدات من أدوات مدرسية وألبسة وغيرها لتقديمها لمركز الأمل بسيدي عمر نابل بالتعاون مع السيدة حياة الغول المسؤولة في هذه الجمعية ونحن بصدد عدد محدد من التوأمات مع عدد من الجمعيات الايطالية كما ركزنا قسما لتدريس اللغة الايطالية للتونسيين المقيمين ضمن المدرسة الدولية وقمنا بترسيم عدد من الشبان التونسيين في مدرسة التكوين المهني بسيراكوزا في اختصاصات متعددة مثل الطاقة الشمسية والصيد البحري ونعمل بالتعاون مع المدير الجهوي للتعليم بسيراكوزا لاحداث قسم للغة العربية لابناء الجالية التونسية المقيمة بسيراكوزا والمناطق المجاورة. وفي ختام لقائه معنا أكد السيد فرجاني يزيدي بوغدير ان النية متجهة الى احداث فرع للجمعية بتونس قصد تحقيق المزيد من التواصل والتعاون وبعث المشاريع المشتركة ... وعن امكانية عودته الى تونس وتفكيره في بعث مشروع ضخم أجاب : النية موجودة وقد اتصلت بالجهات المختصة لبعث مشروع سياحة فلاحية الا انني في العام الماضي لم أجد القوانين جاهزة لبعث مثل هذه المشاريع والنية متجهة الى اعادة الكرة مرة اخرى قصد الحصول على الفضاء المناسب لبعث مثل هذا المشروع الذي يمثل اليوم توجها جديدا في السياحة في العديد من بلدان العالم.