الطبق الأكثر شعبية في بلدان المغرب العربي هو من دون شك الكسكس، أو «الكسكسي» مثلما يُسمى محلياً. ولم تُعرف مهرجانات مُخصصة للاحتفاء بهذا الطبق الوطني عدا المناسبة التي أعد خلالها كسكس في أواني عملاقة قبل سنتين وسُجل في كتاب «غينيس» على أنه أكبر طبق كسكس في العالم. لكن صقلية، الجارة الأوروبية الأقرب إلى تونس، احتفت أخيراً بالكسكس، على رغم أن الإيطاليين لا يتنازلون عن أطباقهم المفضلة من المُعجنات «الباستا» (أو المعكرونة) بألوانها وتشكيلاتها المختلفة. وانطلقت أول من أمس فاعليات المهرجان الثاني للكسكس في مدينة سرقسطة (سيراكوزا) الصقلية، وهو مهرجان ثقافي وفني يُقدم ألواناً من الرقص والفولكلور الشعبي والموسيقى، بمشاركة فرق إيطالية. ويسعى المواطن التونسي فرجاني يزيدي، صاحب فكرة المهرجان، الى استثماره من أجل تعريف الإيطاليين والأوروبيين بميزات المطبخ التونسي. ويزور المصطافون الذين اختاروا منتجعات جنوب إيطاليا لتمضية اجازاتهم، المهرجان الذي يستمر أربعة أيام، إضافة الى سكان المدن المنتشرة في الجزيرة. وأشار يزيدي إلى ان المهرجان بدأ صغيراً في دورته الأولى العام الماضي، إلا أنه متفائل بنجاح الدورة الثانية، على رغم أن اسم الكسكس الذي أطلقه عليه يبدو غريباً على مسامع الإيطاليين. وأكد أن أبناء الجاليات المغاربية أظهروا اهتماماً متزايداً بالمهرجان، خصوصاً أنه يجمع بين النواحي الغذائية والفنية والثقافية. ويُعتبر «خط الكسكس» الحد الفاصل بين المشرق والمغرب العربيين. فإذا كانت مدينة طرابلس الليبية شبيهة بمدن شمال أفريقيا في عاداتها الغذائية التي يُشكل الكسكس عنوانها الرئيسي، يميل أهل بنغازي في الشرق إلى العادات المصرية التي يهيمن عليها الرز. وطالما أن الكسكس يشكل علامة جغرافية وثقافية فارقة بهذا الحجم، استحق - ربما - أن يُخصص مهرجان للاحتفاء به... وإن خارج مناطق نفوذه الغذائي.