انطلاقا مما كتبته الصحافة السعودية قبل اللقاء وتخوّفها مما ينتظر منتخبها من نظيره التونسي في اللقاء الودي انتظرنا وجها باهتا من الأشقاء الذين فشلوا في العبور الى المونديال كما انتظرنا «انتفاضة» من العناصر الاحتياطية التي تركها كويلهو على دكة الاحتياط يوم الاحد الفارط خاصة ان بعض الفنيين تحدثوا عن «أسماء» دون غيرها مثل الذوادي وبن خلف ا& والقصراوي والنويوي وأيضا بلعيد والفالحي وعبد النور... لكن عند انطلاق اللقاء وقفنا على أكثر من حقيقة أولها ان المنتخب السعودي الذي لم يترشح الى المونديال لا يمر بأي أزمة نفسية بل لاح أكثر جاهزية منا سواء على المستوى النفسي او الفني او البدني. الحقيقة الثانية ان العناصر التونسية التي تحدثنا عنها وطالب بها الجميع وصار كويلهو جراء الاستغناء عنها ظالما مستبدا، لم تكن في مستوى التطلعات بل لاحت «عادية» جدا ان لم نقل أقل من ذلك بكثير وبالتالي قد يكون كل خلق ا& اقتنع بعد مباراة الامس (وخاصة شوطها الاول) ان كويلهو لم يظلم أحدا بداية من حارسه الاول حمدي القصراوي الذي ارتكب خطأ فادحا منذ الدقيقة الاولى كلفنا هدفا من رأس الشمراني. حقيقة أخرى لاحت منذ بداية اللقاء وتخص الغياب الكلي للتفاهم بين عناصرنا الوطنية وقد أكد بعضهم ان ذلك يعود الى عدم الظهور بصفة دائمة في نفس التشكيلة وهو تفسير مردود على أصحابه ارتكازا على مردود المنتخب السعودي الذي يعيش نفس الظاهرة بل انه حضر امس منقوصا من أغلب نجومه اضافة الى «الحرب المفتوحة» على مدربه البرتغالي جراء اختياراته البشرية وهو دليل قاطع على ان عناصر المنتخب لابد ان تكون متجانسة ومتفاهمة ومنظمة داخل الميدان لا ان تغيب عنها هذه الصفات بمجرد تغيير التشكيلة. ملخص الشوط الاول ان لا شيء كان كما تمنيناه على مستوى منتخبنا الوطني الذي كان خروجه بالكرة رديئا اضافة الى غياب المؤازرة والمساندة الهجومية من خط الوسط في وقت ظهر فيه المنتخب السعودي بوجه طيب في الجملة عبر التبادل السريع للكرة وخروجها «نظيفة» في المناطق الخلفية في اتجاه «الكاسر» ياسر الڤحطاني الذي كان نجم الفترة الاولى. ماذا حصل في الشوط الثاني؟ نية المدرب كويلهو لاحت جلية في دخول هذه الفترة بهجوم أكثر خاصة انه أقحم أربعة لاعبين من ذوي النزعة الهجومية (تايدر الزيتوني جمعة والقربي) مع المحافظة على الذوادي كمموّل رسمي خاصة من الجهة اليسرى والاحتفاظ ايضا بالمرابط ليكوّن الى جانب القربي ثنائي ارتكاز. هذا الاختيار جعل منتخبنا يغادر مناطقه بصفة رسمية ليبرهن ان ما شاهده السعوديون في الفترة الاولى لا علاقة له بالمنتخب لكن زملاء الڤحطاني عرفوا كيف يمتصّون هذه البداية مع القيام من حين لآخر بهجومات معاكسة كانت خطيرة في مجملها. ما يحسب لمنتخبنا في هذه الفترة قيامه بعديد المحاولات من كل جوانب الملعب سواء من العناصر الهجومية (الزيتوني جمعة) او عناصر الوسط (تايدر والمرابط والقربي) او المدافعين عن طريق عبد النور خاصة.. كما تنوعت المحاولات وبان بالكاشف ان منتخبنا يرفض الهزيمة حتى ولو كانت ودية في حين كان يلوح على الأشقاء السعوديين الرضاء التام بمحصول الشوط الاول أو الدقيقة الاولى بالنظر لما سمعوه عن منتخبنا وعناصره الخطيرة ومروره بفترة زاهية (قبل لقاء كينيا). دقائق ساخنة 1د : ركنية سعودية على رأس الشمراني الذي غالط القصراوي. 3د : أول محاولة تونسية عن طريق هجوم قاده الذوادي وانتهى بتوزيعة بلا نتيجة. 9د: توزيع من الذوادي وبن خلف ا& لا يستغل الموقف رغم وجوده في موقع مناسب. د14 :عبد النور يمهد على طبق لبن خلف ا& الذي يضيع الفرصة. 48د : هجوم معاكس عن طريق عطيف والمرابط يتدخل في آخر لحظة. 51د : الذوادي سجل هدفا أبيض اثر تسلل واضح. 53د : صاروخ من عبد النور مرّ فوق المرمى بعد عملية منسّقة. 55د : هجوم معاكس للذوادي الذي تباطأ في تمرير الكرة الى جمعة الذي لم يحسن بدوره التمركز فضاعت الفرصة. 65د : هجوم معاكس منظم قاده الڤحطاني نحو الشمراني الذي انفرد بالقصراوي الذي تدخل لكنه أهدى الكرة للاعب «غالب» الذي تفلسف وحاول اقتحام المنطقة لكن المرابط أنقذ الموقف. 73د : ركنية على رأس عبد النور مرت جانبية. 74د : مرابط يراوغ ويسدد بقوة لكن كرته مرت جانبية. 87 : بن سعادة يوزع على رأس جمعة لكن رأسية هذا الاخير مرت فوق العارضة. الخلاصة أكيد ان كويلهو جرّب كل لاعبيه ليخرج بانطباع مهم وقريب من الحقيقة وبعدها سيتخذ قراراته الفنية اللازمة خاصة ان مباراة الموزمبيق انطلق التحضير لها منذ نهاية مباراة كينيا.. أما المنتخب السعودي الشقيق فقد برهن انه «كبير» رغم تراجعه في الشوط الثاني وهو ما يؤكد ان غيابه عن المونديال لن يؤثر في عزائم لاعبيه الذين أظهروا انضباطا كبيرا فوق أرضية الملعب بما يخوّل لمدربهم ب«بناء» فريق جاهز للتظاهرات القادمة ولو ان انتصار الامس على تونس لا يفسد للود قضية. نجم اللقاء تميز من المنتخب السعودي الحارس وليد عبد ا& اضافة الى الڤحطاني والشمراني وبرز من تونس عبد النور وخاصة هيثم مرابط في حين خيّب اكثر من لاعب آمال الجمهور الحاضر والذي كان عدده ضعيفا للغاية. سليم الربعاوي للأرشيف المنتخب التونسي : القصراوي الجمل الفالحي الشاهد (السويسي) عبد النور مرابط بلعيد (تايدر) السايحي (القربي) النويوي (الزيتوني) بن خلف ا& (جمعة) الذوادي (بن سعادة). المنتخب السعودي : وليد عبد ا& (النجعي) الشهيد الوساوي تيسير (موسى) المرشدي الشهري عطيف (الحربي) الشمراني (السعران) الڤحطاني (صويلح) غنام غالب. الحكم الجزائري : مختار عمارو زكام حاد غيّب حقي في لقاء السعودية أجبر زكام حاد قائد المنتخب الوطني كريم حقي على ملازمة الفراش في مقر اقامة المنتخب... ولم يتسن له المشاركة في المباراة الودية أمام السعودية مساء أمس.