الحديقة أو البستان والمساحة الخضراء بشكل عام هي رئة بواسطتها تتنفس التجمعات السكنية والمدن الكبرى والصغرى. ولقد اعتنى الناس منذ سالف العصور بالحدائق وشيّدوها سواء في منازلهم أو في قصورهم أو في الساحات العامة للمدينة باعتبار أن المساحة الخضراء هي جزء لا يتجزأ من المدينة خاصة إذا كانت هذه المدينة عاصمة أو هي مدينة كبرى مكتظة بالسكان والمباني. وبمرور الزمن أخذت هذه الأهمية التي تعطي للمساحة الخضراء وللبساتين والأجنة تكبر خاصة مع تطور الصناعات وتلوث المحيط وازدحام المدينة. وبدأ تبعا لذلك المخططون والمصممون يأخذونها في الاعتبار في أمثلة التهيئة العمرانية ويقرؤون لها حسابا باعتبارها أحد المكونات الأساسية للمدينة. فإلى الحدائق يهرع الناس للترويح عن النفس في زخم المدينة القاتل ولاستنشاق جرعة من الاوكسيجان الذي تفرزه الأشجار وإليها يلتجئ الناس للراحة بعد عناء العمل. وعلى أهمية الحديقة وفضائلها فإننا نراها لم تعط المكانة التي تستحق في تصميم مدننا العربية مقارنة مع المدن الغربية رغم ما يبذل هنا وهناك من مجهودات في سبيل إنشاء المساحات الخضراء والاعتناء بالبيئة والمحيط. من هذا المنطلق بات ضروريا على مهندسينا المعماريين وكل من له طرف في تهيئة المدن أن يقدروا أكثر فأكثر قيمة المساحة الخضراء وايلائها المنزلة التي تستحق حتى تصحّ مدننا ويصحّ سكانها.