يتساءل عدد كبير من الناس هذه الايام عن أنجع الطرق التي تقيهم من الاصابة بمختلف أمراض الجهاز التنفسي التي تكثر في هذا الفصل على اختلافها. وقد زادت حدة القلق هذه السنة بسبب ظهور الفيروس الجديد،فيروس H1N1 وما رافق ظهوره من جدل وتباين في الآراء حول خطورته وطرق الوقاية منه والتعاطي معه في صورة الاصابة، خاصة بعد التضخيم الاعلامي الذي رافق ظهور هذا الفيروس على الرغم من عدم خطورته مقارنة بالأنفلونزا الموسمية. وبعيدا عن الأدوية والعقاقير، يحدد أخصائيو المناعة قائمة بأهم الأطعمة التي تزيد من فعالية جهاز المناعة في الوقاية من هذا المرض ومواجهته في صورة الإصابة به. في البداية، وقبل الحديث عن الجانب الغذائي ودوره في توفير الحماية اللازمة ضد مثل هذه الأمراض التنفسية التي تنتقل عن طريق العدوى، لابدّ من توضيح أمر مهم يخص فيروس أنفلونزا الخنازير مفاده أن هذا الفيروس اقل خطورة من فيروس الأنفلونزا الموسمية حسب ما يؤكده الاطباء. والدليل على ذلك حسب ما أكده لنا أخصائي في أمراض الجهاز التنفسي ان مريض أنفلونزا الخنازير يشفى في ظرف ثلاثة أيام، في حين يتطلب شفاء مرض الأنفلونزا الموسمية أسبوعا كاملا او اكثر في بعض الأحيان. كما أن فيروس الأنفلونزا الموسمية يسبب سنويا وفيات اكثر بكثير مما تسبب فيه فيروس H1N1 كما يتسبب في حدوث عديد التعكرات الصحية لمن يعانون من أمراض مزمنة وللحوامل ايضا. فأين المبرر إذن لكل هذا التهويل في ظل عدم تحوّر الفيروس وعدم خطورته في الوقت الحالي؟ وبعد توضيح هذه النقطة، نعود الى الحديث عن الجانب الوقائي الطبيعي الذي يؤمنه لنا الغذاء، أأمن الطرق للحفاظ على الصحة بعيدا عن تعقيدات العقاقير وآثارها الجانبية. وفي هذا الاطار، يؤكد الاخصائي ان ضعف جهاز المناعة يعد من أهم الأسباب التي تجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التنفسية على اختلافها، في حين يساهم النظام الغذائي الصحي والسليم في تعزيز مناعة الجسم وتفعيل قدرته على محاربة هذه الأمراض والتصدي لها. ويبيّن أن الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية وضعف جهاز المناعة هم اكثر الفئات عرضة لا للإصابة بعدوى هذه الأمراض. وهذا ما يفسّر مثلا تكرر إصابة بعض الأشخاص بنزلات البرد عديد المرات في فترة زمينة قصيرة وعدم إصابة أشخاص آخرين. ومن هنا نؤكد على أن الغذاء أهم من كل الأدوية في تأمين حياة صحية خالية من الأمراض على اختلافها وتنوعها.