في حدود الساعة الثانية تقريبا ظهر أمس الجمعة انهارت بناية تابعة لأحد المصانع على مقربة من الطريق الرئيسية رقم 1.. البناية كانت تجري فوقها أشغال لاضافة طابق ثان وحسب بعض شهود العيان كان الطابق الأرضي والذي فوقه يضمان عمالا لورشتي النجارة والدهينة فيما كان سطح المبنى يضم بدوره عددا من عمال البناء.. بعض الذين تحدثوا ل«الشروق» أكدوا على أن الفاجعة كان يمكن أن تكون أكبر لو لم يغادر العديد من العاملين بالورشتين مكان العمل الى المسجد لأداء صلاة الجمعة.. على عين المكان كانت الصور التي وقفنا عليها تختزل هول ما حدث.. بكاء وعويل.. عديد المسؤولين من مختلف المستويات..طابور من سيارات الاسعاف والجرافات وشاحنات الحماية المدنية.. المشهد كان مؤلما الى أبعد الحدود كيف لا وعديد العمال يقبعون تحت الانقاض (بين أحياء وأموات).. فجأة انهارت البناية التي يعملون بها وأصبحت كتلة من الحجارة والأتربة والغبار وكأن طائرة (أف 16) قصفتها بصاروخ. نصف ساعة فقط بعد حصول الكارثة كانت «الشروق» على عين المكان.. أمام أنقاض البناية المنهارة، شاهدنا صاحب المصنع يبكي بحرقة وفي ذهنه بلا شك عمال ورشتي النجارة والدهينة وعمال البناء الذين ابتلعهم الاسمنت. في هذه اللحظات بالضبط كانت التعزيزات بسيارات الاسعاف والجرافات وطواقم الحماية المدنية تتوافد على موقع الكارثة من كل حدب وصوب فيما ضرب أعوان الأمن طوقا أمنيا ليتمّ تسهيل عمل المسعفين والوحدات الفنية المتدخلة. السلط الادارية والسياسية حال علمه بالخبر تحول السيد الطيب الراقوبي والي سوسة على عين المكان وكان مرفوقا بالسيد محمود بن رمضان كاتب عام لجنة التنسيق وعديد الاطارات الأمنية يتقدمهم مدير اقليم أمن سوسة السيد شكري الطرفاوي، كما لاحظنا في موقع الحادث تواجد عدد من المعتمدين ومديري الادارات الجهوية للتجهيز والاسعاف وغيرهم من الكوادر المعنية. 5 ولايات تشارك في عمليات الانقاذ تمّ تسخير امكانات مادية وبشرية من ولايات سوسة والمنستير والمهدية والقيروان ونابل في عمليات الانقاذ وجرى أيضا الاستنجاد بفرقة من العاصمة مختصة في التدخل أوقات الزلازل. الجيش ينضمّ انضمّ الجيش الوطني الى الطواقم المتواجدة في موقع هذه الكارثة مسخرا بعض آلياته وخبراته البشرية. إلغاء المظاهر الاحتفالية بقرار من السلط الادارية والحزبية تمّ إلغاء كافة المظاهر الاحتفالية المرتبطة بالحملة الانتخابية ليوم أمس وتحديدا الحفل الفني المبرمج في المسرح البلدي بسوسة. قاعة عمليات لإحكام التنسيق بين مختلف الأطراف المتدخلة ركزت غرفة مشتركة للطوارئ. تغطية: ياسين بن سعد وأنيس الكناني