كان خارجا لتوّه من تحت الانقاض على شعر رأسه وملابسه بعض الأتربة والغبار.. فهمنا أنه من الذين كتبت له الأقدار النجاة.. سألناه ما الذي حدث بالضبط فأكد لنا أن الانهيار وقع بصفة مفاجئة.. كان رفقة زملائه بصدد العمل وحدث ما حدث.. كان أشبه بالصاعقة.. لم يترك لهم مثلما يقول الفرصة للهروب ومغادرة الورشتين.. محدثنا اسمه محمد منتصر الهمامي وقد أوضح في حديثه أن ورشة النجارة كانت تضم ساعة الانهيار حوالي 10 عمال فيما تضم ورشة الدهينة قرابة 15 شخصا وهذا دون اعتبار عمال البناء الذين يفوق عددهم العشرة (على حد قوله). عموما تقديم الرقم الحقيقي لعدد الناجين أو الهالكين يبقى سابقا لأوانه في غياب معطيات من مصادر رسمية موثوق بصحتها وما يجعل الأمر صعبا أكثر هو تواصل عمليات الانقاذ الى غاية ليلة أمس اضافة الى أن هنالك حديثا من أكثر من مصدر على أن الأحياء موجودون وتبذل مجهودات جبارة لإنقاذهم. «برافو» لرجال الأمن نجح أعوان الأمن في فرض طوق أمني ناجع جدا مكّن من تسهيل عمليات الانقاذ كما كان تدخلهم وإحاطتهم بأهالي العمال في غاية اللطف والتفهّم. البلديات بإمكاناتها تجنّد أيضا لإجلاء الحطام والانقاذ أعوان وإطارات اقليمسوسة للكهرباء والغاز حيث تكفلوا بقطع الاسلاك الكهربائية ذات الضغط العالي كما تمّ بسط كامل المساحة المتواجدة خلف المصنع بواسطة أكثر من 15 جرافة وآلية وفرتها الادارة الجهوية للاسكان ولبلديات كل من سوسة، حمام سوسة، القلعة الكبرى وأكودة وغيرها من البلديات المجاورة. عائلات العديد من العائلات التي لديها أبناء يعملون بالمصنع المذكور تحولت على عين المكان لمعرفة مصير أبنائها وبعض العائلات الأخرى تحولت الى المستشفيات للسؤال عنهم وهناك من رابط أمام الحطام ينتظر. متطوعون عمليات الانقاذ ورفع ركام البناية المنهارة أيضا شارك فيها متطوعون ينتمون الى شركات خاصة سخّرت معداتها وكانت هذه العمليات تدور في نسق سريع وفعال وبشكل منظم. تغطية: ياسين بن سعد وأنيس الكناني