تنظم وزارة الثقافة والمحافظة على التراث بالتعاون مع المعهد الوطني للتراث ومتحف كالشرو الألمانية المعرض التونسي الهام «ورثة الامبراطورية الرومانية المملكة الوندالية» الذي سيفتتح يوم 24 أكتوبر 2009 ليعرض على امتداد أربعة أشهر قطعا أثرية هامة تؤرخ للفترة الوندالية والبيزنطية تمّ انتقاؤها بكل عناية من مختلف المتاحف التونسية. ويعدّ متحف كالشرو أحد أكبر المتاحف الألمانية إذ سبق له احتضان مثل هذه التظاهرات الثقافية التي تعرّف بثراء تاريخ بلادنا، لعلّ أهمها معرض حنبعل وقرطاج وكان ذلك سنة 2005 والذي عرف نجاحا باهرا بلغ صداه جميع الدول الأوروبية. ومعرض «ورثة الامبراطورية الرومانية المملكة الوندالية» لن يقدم شواهد للموروث الوندالي بتونس الممتد من 439 الى 533 للميلاد فحسب، بل انه سيمثل مناسبة لاكتشاف شواهد أثرية للحقبة البيزنطية (533 647) اضافة الى ما سيتيحه من فرص مشاهدة قطع فريدة تؤرخ لبداية الحضور العربي الاسلامي ببلادنا مثل صفحات من القرآن الكريم وعدد من الشواهد الجنائزية والقطع الخزفية والبلورية، هذا علاوة على قطع أثرية متنوعة أخرى ناهز عددها 318 قطعة تمّ اختيارها من متاحف وطنية وجهوية تونسية مثل متحف قرطاج وباردو وأوذنة وبوبوت وهرقلة ومكثر وحيدرة وسبيطلة وتلابت وهي تعكس إبداعا في فن الخزف والفسيفساء والحلي الوندالي اضافة الى كنر مدينة شمتو ومنحوتات وتماثيل وتوابيت.. كما سيتولى عدد من الباحثين من المعهد الوطني للتراث بهذه المناسبة إلقاء محاضرات تتمحور حول التاريخ القديم للبلاد التونسية وتطور المتاحف ودورها في دعم السياحة الثقافية في بلادنا.