تمكن احدهم، مؤخرا، من ابتكار طريف تمثل في صنع حنفية تعمل بالمس، ،أي اذا مسستها تتدفق مياهها ثم تنقطع بمجرد انقطاع المس. الفكرة، على طرافتها، تراءت لي وكأنها منسوخة اذ كل المجتمعات، منذ قديم الزمان، لا تخلو من اَلات بشرية دما ولحما ... وقلبا وقالبا ... لا تعمل ولا تتحرك الا اذا مسستها ... وينقطع عملها وتحركها بانقطاع المس حتى ان من حِكم الأجداد قولهم : »مسّوا، تسمع حسّو»! والمسّ انواع، افظعها مس من الجنون وأحبها مسّ السمك عند الصيّادين وابغضها هو ذلك المس الذي يقع «حسّ تحت مس» ...ومس، يمسّ، مسّا، معناها عند الطامة والعامة : دفع، يدفع، دفعا ... ودفع الله ما كان اعظم ! معذرة عن اندفاعي، فهنالك اكثر من دافع يدفعني لأن اتقدم بهذا الرجاء : كثيرة هي أبوابنا المفتوحة على مصراعيها في وجه الجميع ... وكثيرة هي ابوابنا التي تنفتح اَليا في وجه كل من يقترب منها ... وقليلة ونادرة جدا (بل في طريقها الى الانقراض) أبوابنا الموصدة ... لذا، مادامت أبوابنا مفتوحة ومنفتحة حقا، فلماذا لا تحمل على جبينها البلوري الشفاف كلمة «مرحبا» عوضا عن «ادفع» .. دفعا لكل تأويل، طبعا؟