نعم. إننا نساند سيادة الرئيس زين العابدين بن علي للترشح ونختاره ونصوّت له للفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة -25 أكتوبر 2009- لمواصلة قيادة تونس نحو مزيد من الاستقرار والأمن والتنمية الشاملة، والقيام بالدور الإقليمي والدولي المتميز والمساهمة الفاعلة في مسار الحضارة الإنسانية. I - إننا نساند فيه الإنسان الأصيل وصاحب الأسلوب والمنهج العقلاني الدقيق والحاسم إزاء مختلف الأحداث والوقائع والتطورات. أما الأصالة فتعود إلى الجذور والمنشإ العائلي الشعبي. ولذلك لا غرابة أن نلاحظ تمسّكه بهوية تونس الحضارية وحرصه الشخصي على المحافظة على هذه الهوية وترسيخها في مختلف المجالات العمرانية والتربوية والثقافية مع تفاعل واع وإيجابي مع مقتضيات العصر وتطوراته ومستحدثاته. وأما الأسلوب والمنهج العقلاني فيعود إلى التكوين ونوعيته المرسّخة للروح الوطنية والاستعداد الدائم للتضحية من أجل تونس بالنفس والنفيس، واعتماد العمل، ثم العمل، ثم العمل شعارا في الحياة وسلوكا يوميا دائما من أجل تحقيق الأهداف الوطنية والإنسانية النبيلة. وانطلاقا من ذلك، التأكيد على الاعتماد على الذات وما لها من طاقات كامنة ومخزون داخلي ثري ومتنوع للتعامل مع الحياة ومنعرجاتها المختلفة ومصاعبها المتوالية، ومع التحديات ومواجهتها بالأسلوب الملائم. يضاف إلى كل ذلك الحرص المباشر والشخصي على دراسة القضايا والموضوعات المطروحة ومتابعة التفاصيل، جميع التفاصيل والجزئيات، وتصور مختلف المفاجآت والاحتمالات إذ لا مجال للصدفة... كل ذلك بهدوء هادئ ورصانة رصينة وصبر ومصابرة، وجهد متواصل لا يعرف الكلل والملل والتراخي... ولا الاستسلام والركون والتراجع. إنه رجل لا يتردد أبدا في مواجهة التحديات والأزمات والمصاعب، ولذلك لا غرابة أن حدّد "التحدي" شعارا للمؤتمر الأخير (جويلية-أوت 2008) للتجمع الدستوري الديمقراطي، وقد كان فعلا شعارا للمرحلة التي تجتازها بلادنا في مجابهة الأزمات العالمية القائمة. وللتعرف عمليا على رسوخ هذه الخصائص الأسلوبية لدى الرئيس بن علي، والأسلوب هو الإنسان نفسه كما تؤكد المقولة الأوروبية، للتعرف على ذلك يمكن الاقتصار على الأحداث والوقائع التالية: أ) - تحول 7 نوفمبر 1987 التاريخي لقد فاجأ بن علي الجميع بالقيام بذلك الحدث. ورغم أنه مغامرة المغامرات في تاريخ تونس المستقلة لما حفّتْ به من أخطار وظروف وملابسات يصعب التكهن بأبعادها وانعكاساتها على المخطِّط للحدث والمُشرِفِ على تنفيذه... وعلى البلاد عموما لو لم تنجح الخطة وتنتهي إلى ما انتهت إليه. ولم يكن ممكنا أن يتحقق ذلك النجاح الباهر والتاريخي لولا قدرة المخطِّط بن علي على تدقيق جميع التفاصيل والجزئيات، وتحديد المفاصل والمنعرجات والأطراف الملائمة سلبا وإيجابا... والسريّة المبهرة والكاملة رغم ارتباط الحدث بالزعيم الحبيب بورقيبة (رحمه الله) وما له من مكانة وقيمة وطنية وتاريخية... والعناصر والشبكات التي كانت تحيط به وتلتفّ حوله وتتصارع ويتآمر بعضها على البعض الآخر من أجل خلافته واستغلال ميراثه وتاريخه. ومما يؤكد خصوصية أسلوب بن علي وعمق هذا الأسلوب وبالتالي عمق شخصية صاحبه، الكيفية التي انتهى إليها تحول 7 نوفمبر وسلامة الإنجاز بجميع مراحله ومحطاته ومنعرجاته. هذا مع الفصل الواضح والحازم: بين الزعيم بورقيبة (رحمه الله) والذي أصبح عالة على الدولة ومؤسساتها وأداة سلبية على ذاته وعلى البلاد مما يفرض وطنيا إبعاده عن السلطة. وبين الزعيم بورقيبة الشخصية التاريخية التي ينبغي احترامها وتقديرها بالصورة الملائمة وايلاؤها ما تستحق من الاعتبار والتكريم، وهذا الفصل الواضح أبرزه بيان 7 نوفمبر 1987 بالصيغة المطلوبة والملائمة وطنيا وأخلاقيا. إن هذا الفصل المنهجي يبرز بكامل الوضوح والجلاء شخصية بن علي رجل الدولة الذي فرض عليه واجبه الوطني إنقاذ الدولة التونسية مما كانت ستؤول إليه... دون نسيان مكانة الزعيم التاريخي وأول رئيس للدولة التونسية المستقلة. ب) – كيف أدار الرئيس بن علي وما زال يدير مرحلة التحول الديمقراطي والتنموي منذ فجر 7 نوفمبر 1987 ؟ إن المتابع الحصيف والوطني لهذه المرحلة ليلاحظ أن الرئيس بن علي أدار هذه المرحلة بكامل الوعي والعمق والمسؤولية. ولابد من الاعتراف -للأمانة التاريخية- أنه كان بحق واعيا كامل الوعي ومدركا دقيق الإدراك لصعوبة هذه المرحلة وما يصاحبها من تعقيد وتراكم تاريخي يجعل من الضروري عدم القفز على الواقع وتجاهل مكوناته وأطرافه المتناقضة. لقد كان متفردا في هذا المجال وهذا من حظ تونس ومسارها الديمقراطي. وفي هذا الإطار تبرز سلامة تصوره عند رفض تكوين "حزب رئاسي" كما ذهب إلى ذلك العديد من المحللين والمناضلين، واختيار الحزب الدستوري -هذا الحزب الوطني والتاريخي وقائد الحركة الوطنية وبناء الدولة التونسية الحديثة- اختياره والعمل على تطوير خطابه وهياكله وآليات نشاطه حتى ينقلب تدريجيا وبصورة تراكمية تعطي للزمن والمراحل دورها... ينقلب من أداة حزب واحد إلى أداة تساهم فعلا وسلوكا في ترسيخ المسار الديمقراطي التعددي. إن أسلوب الرئيس بن علي في إدارة مرحلة التحول الديمقراطي وما تضمنه ذلك الأسلوب من وعي دقيق ومصابرة وتعامل حازم حينًا ومرن حينا آخر حسب طبيعة الظروف والملابسات والأحوال. إن ذلك هو الذي جنّب مسارنا الديمقراطي الانتكاس والتراجع والهزات العميقة التي شهدتها بلدان عديدة ومن مختلف القارات خلال تجاربها الديمقراطية. إن اعتماد الرئيس بن علي التراكم والتدرج والمرحلية المتأنية والواعية هو الذي مكّن تونس من مواصلة مسارها الديمقراطي والتنموي الشامل بأكثر ما يمكن من السلامة... والتواصل والاستمرارية. ج) - كيف تعامل الرئيس بن علي مع الأزمات الخطيرة التي يعيشها عالمنا اليوم في جميع المجالات وفي مقدمتها المجالات المالية والاقتصادية؟ لقد أدار هذه المرحلة الدقيقة بحنكة شهد بنجاحها جميع المؤسسات الدولية وأبرز الخبراء والباحثين في المجالات التنموية. إذ اعتمد أسلوب المتابعة والهدوء وعدم الوقوع في فخ التهريج والتهويل الذي وقع فيه العديد من الدول القريبة والبعيدة... لقد استطاعت تونس بفضل هذا الأسلوب وبحسن الاستفادة بكفاءاتنا الوطنية المتميزة، استطاعت التخفيف من انعكاسات الأزمات القائمة والتغلب على العديد من التحديات. II – إننا نساند بن علي ونختاره ونصوّت له يوم 25 أكتوبر 2009 لأنه صاحب المشروع الوطني والحضاري والحداثي الشامل الذي انطلق فجر 7 نوفمبر 1987. فمنذ الانطلاق التاريخي لم يتوان صاحب هذا المشروع الضخم ولو لحظة واحدة في مواصلة إنجازه وعلى مختلف الجبهات وبحزم دائب وتصميم لا يلين... وهذا ما يشهد به الجميع ويتابعون تنفيذ مراحله ومحطاته. إن الرئيس بن علي يتعامل مع مشروعه الوطني والحضاري الشامل مثل الرسّام مع لوحاته والمعماري مع منجزاته المعمارية... بكامل التدقيق والمتابعة والمراجعة والتصحيح وبالسعي الدائم إلى تشريك أبناء تونس وبناتها المؤمنين بوطنهم والمتمسكين به وباستقلالية قراره والحريصين على تنميته وتقدمه وسلامة مساره ودوره الحضاري والإنساني. إن مشروع بن علي الإصلاحي والحداثي امتداد تاريخي للتيار الإصلاحي الذي انطلق منذ عهود في هذه الربوع. فتونس عرفت الدستور منذ عهد قرطاج (ق4 ق.م) والذي أشاد بقيمته الفيلسوف اليوناني أرسطو وأبرز تميزه عن الدستور اليوناني. وعرفت حركات إصلاحية متوالية أبرزها ما ظهر في ق19م وبداية ق20م. وتونس عرفت احترام المرأة وتقدير مكانتها منذ أقدم العهود... والصداق الأغلبي في العهود الإسلامية الأولى أبرز دليل على ذلك. وها هي المرأة التونسية حاليا تتقدم زميلاتها العربيات والمسلمات وتشارك في التنمية في جميع المجالات. وضمن هذا التصور يتأكد تجذر مشروع بن علي الإصلاحي في مختلف المجالات، وتتأكد حداثته وخاصة في مجالات التربية والمعلوماتية ووسائل الاتصال الحديثة ومتابعة تطورها المتسارع حتى تكون تونس طرفا فاعلا في مجتمع المعرفة... والاقتصاد اللامادي كما هي عليه حاليا بشهادة خبراء عالميين في هذا المجال. III - إننا نساند بن علي ونختاره ونصوّت له يوم 25 أكتوبر 2009 لما تحقق لتونس من مكاسب وانجازات بقيادته ومتابعاته المباشرة والشخصية وبالاعتماد على الإنسان التونسي منطلقا وأداة وهدفا ضمن تنمية بشرية شاملة ومتوازنة. وإن كل من يزور بلادنا في هذه المرحلة من تاريخها يلاحظ بكل يسر أنها حضيرة أشغال شاملة لجميع المجالات العمرانية حسب المفهوم الخلدوني الشامل لمفهوم العمران. إنها فضاء المشاريع الضخمة مثل جسر رادس-حلق الوادي ومدينة الثقافة... ومطار النفيضة... والأقطاب التكنولوجية ذات المستوى العالمي... إلخ... وفي الوقت نفسه فضاء رحب لثقافة التضامن الوطني والحوار الشامل وترسيخ قيم العمل والاعتماد على الذات والطموح المشروع. IV - إننا نساند الرئيس زين العابدين بن علي ونختاره ونصوّت له يوم 25 أكتوبر 2009 لأنه -رغم كل ما تحقق من مكاسب- لم يشر ولو بالتلميح إلى أن تونس قطعت خطواتها المطلوبة كاملة وحققت بصورة نهائية تنميتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية... بل إنه يؤكد على الدوام أن تونس قطعت خطوات ومازالت تنتظرها خطوات وخطوات... وأن المسار الديمقراطي والتنموي الشامل هو مسار يتحقق بمساهمة الجميع وبالتراكم والمتابعة، انطلاقا من واقعنا الوطني والحضاري والتاريخي. وأحدث دليل على ذلك الكلمة المعبّرة التي خاطب بها الرئيس بن علي الشعب التونسي إثر تقديمه لترشحه لدى المجلس الدستوري يوم 26 أوت 2009 وما أكده خلالها من تعهدات مستقبلية. إنه رجل المطامح الكبيرة لتونس ولدورها الحضاري والإنساني، تونس بجميع أبنائها وبناتها وخاصة الشباب عماد مستقبلها. لكل هذه الاعتبارات -وغيرها كثير- نؤكد مساندتنا لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي ونؤكد ضرورة أن يكون -دعما لترشيح التجمع الدستوري الديمقراطي- مرشح الوفاق الوطني الشامل ومُنْتَخَبَ الوفاق الوطني الشامل. إنها ضرورة وطنية باعتباره رجل هذه المرحلة التي تجتازها بلادنا وما تواجهه خلالها من تحديات داخلية وخارجية. إن بديل الرئيس بن علي هو بن علي نفسه بمشروعه الشامل والمتجدد وبمطامحه الوطنية والمستقبلية. إننا نسانده ونختاره ونصوّت له يوم 25 أكتوبر 2009 "من أجل تونس" شعار هذا الموقع وهو الذي وجه نداء علنيا وحماسيا مؤثرا خلال أول تجمع شعبي له صباح يوم 7 نوفمبر 1987 بساحة القصبة "معا من أجل تونس".