ست جولات كانت كافية لادراك ستة مدربين أجانب بعد ابعاد خالد بن ساسي من الأولمبي الباجي وتعويضه بالجزائري المقيم ببلجيكا رشيد بالحوت وخلافة الجزائري أيضا آية الجودي للتونسي جلال القادري في الترجي الجرجيسي والبلجيكي هنري ديبيري للتونسي سمير الجويلي في الاتحاد المنستيري فضلا عن حلول.. لوكا بالنادي الصفاقسي والحفاظ على لوشانتر في الافريقي ولوفيغ في الملعب التونسي وبذلك يكون ستة مدربين أجانب في بطولة الرابطة المحترفة الأولى مقابل الحفاظ على فوزي البنزرتي (الترجي) ولطفي رحيم (النجم الساحلي) وغازي الغرايري (قوافل قفصة) وفتحي العبيدي (نادي حمام الأنف) والعربي الزواوي (النادي البنزرتي) وشهاب الليلي (أمل حمام سوسة) ومراد محجوب (شبيبة القيروان) وكمال الزواغي (مستقبل القصرين). هذه الظاهرة التي تغزو ملاعبنا وأنديتنا ومشهدنا الكروي ككل قد تقلص من حجم اطاراتنا الفنية التونسية وقد تسيء إليهم في نظر البعض رغم ايمان البعض الآخر بتلاقح التجارب والمدارس . «الشروق» حرصت على استجلاء آراء بعض من لهم قولهم حول هذه الظاهرة فكان عزيز ذويب (رئيس سابق للترجي الجرجيسي) والهادي لحوار (رئيس حالي لأمل حمام سوسة) ومختار ذويب (لاعب سابق) والعربي الماجري (لاعب حالي) وأيضا المدرب مختار التليلي... فكانت المواقف كالآتي : عزيز ذويب: مع التونسي... ولكن كرئيس جمعية سابق أعتقد أن ا لظروف أحيانا تجبر الهيئات المديرة على الالتجاء الى المدرب الأجنبي حتى وإن كنت الى جانب التونسي وسأظل كذلك وكنت قد وضعت ثقتي الكاملة في لسعد معمر الذي نجح مع الترجي الجرجيسي وفاز بلقب الكأس معه كما أن لنا مدربين أكفاء لهم شأنهم غير أن ما يميز المدرب هو قوة الشخصية وعلم النفس وحسن قراءة المنافسين. أما عن الظروف التي تجبر على اعتماد الأجنبي فإنها تلك التي تجعل بعض الأطراف تتدخل في الانتداب وهو ما يعني أن أي اسم تونسي يستند به من المدربين سيكون ضده عديد الأطراف عندها وفي فترة معينة تجد نفسك مضطرا للبحث عن الذين لا صله له بهذا ولا بذاك... إلا أنني أعود وأشير الى أنني دائما مع التونسي الذي يعرف المحيط الرياضي التونسي وخاصة إذا كان هذا المدرب شابا وطموحا الهادي لحوار: المحيط الكروي لا يعرفه إلا التونسي لا يعرف المحيط الكروي التونسي إلا المدرب التونسي فضلا عن التواصل ولغة التخاطب والنجاح والكفاءة وخاصة خلال السنوات الأخيرة التي أصبحت الساحة التدريبية تعج بالتونسيين القادرين على تجسيد النجاحات وبالتالي فإن الأجنبي لا يفوق التونسي في شيء ولذلك فانا مع المدرب التونسي الذي تبقى ثقتي فيه كبيرة جدا وخاصة إذا كان هذا المدرب طموحا وله قدرته الكبيرة المتناغمة مع حرصه على المتابعة والرسكلة والمتابعة المستمرة للظروف الحديثة للتدريب وآلياته وسبل تطوره... وشخصيا كنت وسأظل مع التونسي الذي حتى وإن فشل فإن هذا الفشل لا يتحمله بمفرده بقدر ما تعترف (الهيئة واللاعبون ورئيس الجمعية والأحباء ومختلف الأطراف الأخرى أنها هي التي فشلت باعتبار أنها لم توفر سبل النجاحات للمدرب الذي يبقى طرفا من جملة أطراف وعناصر... وهذا لا يعني أن كل أجنبي يأتينا إلى تونس غير كفء ولا ناجح بقدر ما ان الظروف والمحيط الكروي تبقى دائما في صالح التونسي الذي نجح في الطب وفي الهندسة وعلم الذرة ومختلف العلوم والآداب وأيضا في التدريب.. مختار التليلي: مجازفة... وتقليل من حجم التونسي في ظل الواقع الكروي الحالي الذي لا يهتم فيه أحد بالأموال الطائلة التي تهدر لانتداب الاجانب وفي ظل حرص الاندية على البحث عن النقاط الثلاث في آخر كل مباراة واللهث وراء النتائج وذلك بمختلف الأساليب فإن الأمر أصبح عاديا ولذلك فإن تغيير التونسيين بالأجانب ستتواصل وستستمر بشكل عادي أيضا حتى وإن كان هؤلاء الاجانب ليسوا أفضل من التونسيين ولا من الذين تمت اقالتهم وبالتالي فإن المسألة تدخل في نطاق المجازفة من جهة وتقليل حجم التونسي من جهة ثانية خاصة إذا علمنا أن التغيير للتونسي بالتونسي يكون أفضل بكثير وفي ذلك تتحسن النتائج أما في خلافته من قبل الأجنبي فإن المسألة وفضلا عن أنها مجازفة فهي خطيرة على مشهدنا الكبروي. مختار ذويب: للتونسي حجمه وللأجنبي خبرته شخصيا تعاملت مع هذا وذاك لما كنت لاعبا وأعتقد أن التونسي له حجمه وقدرته وكفاءته في مختلف المجالات بما في ذلك الكروية وكثيرا ما يسجل التونسي نجاحاته الا أن الظروف قد تجبر أحيانا الاندية الكبرى التي أعتقد أنه مسموح لها بذلك على غرار النادي الصفاقسي باعتماد المدرب الاجنبي الذي له صيته واشعاعه وخبرته وذلك دعما لتلاقح الأفكار والخبرات وانتظار الاضافة أيضا، ليبقى المدرب حلقة من جملة حلقات في كل فريق ولابد أن تسانده الأطراف الاخرى من أجل النجاح الذي لا سيشمله هو فقط كمدرب وانما تشمل الجمعية ككل بما في ذلك الاطار المسير واللاعبين والأنصار. وأعتقد أن المسيّرين بدورهم أصبحوا كفاءات ويدركون ماذا يستطيعون فعله لاختيار المدرب الذي يمكن له أن يكون فاعلا في فرقهم. العربي الماجري: مرتاح مع سي فوزي البنزرتي اللاعب وخاصة الذي ينتمي الى فريق كبير في حجم الترجي الرياضي يظل منضبطا وخاضعا لتعليمات المدرب مهما كانت جنسيته خاصة أن هذا اللاعب يدرك أن المسيّرين الذين ينتدبون المدرب هم من الكفاءات الذين يعرفون الحياة الكروية ككل بما في ذلك التدريبية... وشخصيا فأنا مرتاح كثيرا مع مدرب في حجم فوزي البنزرتي التونسي القلب والقالب والذي لم ينجح في تونس فقط بقدر ما نجح أيضا خارجها وذلك لكفاءته وقدرته واشعاعه وأيضا لخبرته التدريبية الكبيرة.