بعد يومين سيحدّد النسر وجهته القادمة فإما أن يختار الاستقرار للموسم الثاني على التوالي بباب الجديد أو تغيير الأجواء نحو بطحاء باب سويقة... لكن عملية استدراج النسر إلى هذا المكان أو ذاك يلزمها صيادا ماهرا يحسن التعامل مع مثل هذه الأنواع من «الطيور»... ولئن اختار النادي الإفريقي مواصلة التعامل مع «الصيّاد» عبد الحق بن شيخة للموسم الثاني على التوالي فإن الترجي استنجد في الأمتار الأخيرة ب«الصيّاد» فوزي البنزرتي الذي سبق له أن روّض الأسد في أكثر من مناسبة.. وبالتأكيد فهو قادر على صيد النسر... «الأسبوعي» وضعت هذين المدربين في الميزان واستقرأت آراء الفنيين حول خصال كل مدرب بعد أن انحصر التناغم بينهما في الأمتار الأخيرة من السباق... فأين تكمن نقاط قوّة وضعف فوزي البنزرتي وعبد الحق بن شيخة... الأخصائيون يجيبون من خلال هذا الاستطلاع. شهاب الليلي (مدرب أمل حمام سوسة): البنزرتي يقرأ جيّدا المنافس.. وبن شيخة ملمّ بعالم التدريب يمتاز المدرب القدير فوزي البنزرتي بقوة الشخصية وبخبرته الطويلة ودهائه التكتيكي وقراءته الجيّدة للعب وحسن تعامله مع المقابلات الكبرى وحب الانتصار حتى في المقابلات الودية ومن عيوبه النرفزة وسرعة الغضب وسي فوزي من المدربين الذين يتأثرون كثيرا عند الهزيمة. أما المدرب عبد الحق بن شيخة فيمتاز بالجديّة وإلمامه الكبير بعالم التدريب وبحسن تواصله مع اللاعبين والأطراف المحيطة به وبحب الانتصار أيضا كما يمتاز بحسن تعامله مع وسائل الإعلام وهو من المدربين الذين يتمتّعون بقوة الشخصية وهي ميزة جعلته يمسك كل الأمور بيده... من عيوبه التأثر كثيرا بالنقد والنرفزة في بعض الأحيان. سمير الجويلي (مدرب): بن شيخة «طبيب» نفساني.. والبنزرتي مدرب القرن أعتقد أنه بعد انتخاب اللاعب الدولي السابق طارق ذياب كأحسن لاعب في تونس في القرن 20 فقد آن الأوان أن نمنح للمدرب القدير فوزي البنزرتي لقب أفضل مدرب في القرن (20-21) فبإضافة إلى سجله الطويل الحافل بالألقاب التي توّج بها مع الأندية الكبرى التي أشرف عليها فإنه ترك بصمات واضحة مع الأندية التي لم يتوّج معها على غرار الاتحاد الرياضي المنستيري... سي فوزي يمتاز بذكاء تكتيكي وحسن قراءته للعب والتصرف في مجريات المقابلة وحبّه الشديد للانتصارات... أما مدرب النادي الإفريقي عبد الحق بن شيخة فإنه يمتاز (بالمسّة) النفسية ويعرف كيف يعدّ لاعبيه خصوصا من الناحية البسيكولوجية وأنا أشبّهه بطبيب نفساني كما يحسن أيضا التعامل مع مجريات المقابلة وتكمن قوّته في التغييريات التي يعتمدها أثناء اللعب.
محمود الورتاني (مدرب الملعب التونسي): فوزي يعرف كيف يشحن لاعبيه.. وعبد الحق يحسن التخاطب مع الجميع سي فوزي زميل قدير وأحترمه كثيرا وتاريخه كفيل بأن يحكم له أو عليه فهو يمتاز بقوة الشخصية ويعرف كيف يشحن لاعبيه لكن ما أعيبه عليه هو أنه لا يقبل الهزيمة التي سرعان ما يتأثر بها والدليل أنه خسر مقابلة الدور نصف النهائي لأنه لم يعرف كيف يتحكّم في أعصابه.. بالنسبة لعبد الحق بن شيخة فإنه يمتاز بالواقعية في قراءته للعب وقوته تكمن في لغة التخاطب مع وسائل الإعلام وقدرته على اقناع جماهير فريقه المعروفة بشدتها... سي عبد الحق من المدربين القلائل الذين لا تؤثر فيهم الهزيمة والقاعدة تقول يجب أن تكون كبيرا في الهزيمة والانتصار...
خالد بن ساسي (مدرب مستقبل القصرين): واحد يمتاز بالخبث الكروي.. والآخر كامل الأوصاف تاريخ سي فوزي لا يمكن أن أختزله في بعض الكلمات لكن أهم ما يمكن أن يقال في شأنه فهو يمتاز بحسن التحضير النفسي والرغبة الشديدة في تحقيق الانتصار ويمكن القول أنه المدرب الوحيد الذي يتمتّع بخبث كروي وهو الوحيد -أيضا- القادر على قراءة لعب المنافس.. بالنسبة لعبد الحق بن شيخة فإنه من المدربين الأجانب القليلين الذين قدّموا الإضافة لكرة القدم التونسية فبالإضافة إلى حنكته وإلمامه بعمله فهو يمتاز بحسن تعامله مع المجموعة وهو المدرب الوحيد الذي حصل حوله الإجماع ونال رضى كل العائلة الإفريقية الموسّعة بعد المدرب «فابيو» و«أندري ناجي»... مزيته تكمن أيضا في تصريحاته العقلانية وهو ما جعله يكسب حب وتقدير الشارع الرياضي بمختلف ألوانه وفي كلمة أعتقد أنه مدرب كامل الأوصاف.
لطفي الشيحي (المدرب السابق للأولمبي للنقل): البنزرتي «ملك البريسينغ».. وبن شيخة مدرب قدير شخصيا نالني شرف التدريب على يدي المدرب القدير فوزي البنزرتي عندما كنت أنتمي إلى الترجي الرياضي حيث لمست فيه قوة الشخصية وحبه الشديد للانتصار والدهاء التكتيكي فهو «ملك» البريسينغ في تونس كما أنه من المدربين القلائل الذي يمنح الفرصة للاعبين الشبان قولا وفعلا... كما أنه يعرف كيف يتصرّف في الرصيد البشري... بالنسبة لعبد الحق بن شيخة أعتقد أن بصماته واضحة فمنذ أن دخل الحديقة «أ» غيّر الإفريقي بنسبة 100%... قوّته تكمن في قدرته على التخاطب مع جميع الأطراف المحيطة به كما أن تكوينه الأكاديمي والشهائد التي تحصل عليها من الطراز الرفيع جعلته يحتل مكانة بارزة في المشهد الإعلامي بصفة عامة.
علي الكعبي (مدرب): قوّة شخصية البنزرتي... والثقافة الكروية لبن شيخة من المعروف عن البنزرتي قوة الشخصية وتعصير طريقة «البريسينغ» داخل المنطقة إضافة إلى خبرته... لكن ما يعاب عليه هي النرفزة التي سرعان ما تؤثر على اللاعبين فوق الميدان. وفي خصوص عبد الحق بن شيخة فإنه استطاع أن يقدم الإضافة للنادي الإفريقي وما تفكير مسؤوليه في تمديد التجربة معه للموسم الثالث على التوالي إلا دليل على نجاحه فهو يتمتّع بثقافة كروية واسعة كما تكمن قوته في التخاطب مع اللاعبين وخاصة الشبان منهم.
عبد الكريم بيرة (المدرب السابق لمستقبل المرسى): النتائج المسجلة تحكم على قيمة الرجلين أظن أن الأندية الكبرى هي التي تصنع شهرة المدربين باعتبار أنها تضع على ذمّتهم كل الامكانيات لتسهيل عملهم... لكن إذا أردنا أن نقيّم كل مدرب حسب النتائج التي حققها فأظن أن المدرب «الكبير» فوزي البنزرتي عرف خلال الخمس المقابلات التي أخذ فيها بزمام الأمور في الترجي كيف يحافظ على حظوظ الفريق إلى آخر لحظة بالرغم من أنه تسلّم الترجي وهو يحتل المرتبة الأولى كما أنه نجح خلال هذه الفترة القصيرة من الوصول بالفريق إلى الدور النهائي لدوري أبطال العرب بعد أن أزاح فريقين من أكبر الفرق على المستوى العربي وهما الإسماعيلي المصري وصاحب اللقبين الأخيرين وفاق سطيف... وبالنسبة لابن موطني عبد الحق بن شيخة فأعتقد أن النجاح الذي حقّقه في الموسم الفارط بإحرازه على لقب البطولة الذي غاب 12 عاما على النادي الإفريقي مهّد له الطريق لمواصلة التألق خلال هذا الموسم ولو بشيء من الصعوبة باعتبار أنه وجد نفسه في بعض المقابلات محروما من أبرز لاعبيه مثل المويهبي والذوادي ووسام يحيى وخالد السويسي والورتاني والسلامي ولو تسنّى له الاعتماد على هذه المجموعة بصفة متواصلة لأمكن له ضمان اللقب منذ الجولات الماضية وفي كلمة النتائج التي حققها كلا المدربين خلال هذا الموسم كفيلة بالحكم لهما أو عليهما.
كمال الشبلي (مدرب): فوزي يعدّل بسرعة الأوتار.. وعبد الحق ذكي فوزي البنزرتي قيمة ثابتة ويتمتّع بخبرة كبيرة ترك بصماته في كل محطة مر بها سواء في تونس أو الخليج رغم المدة القصيرة التي تولّى فيها الإشراف على زملاء الحارس الدولي حمدي القصراوي فإنه استطاع أن يغيّر الطابع العام للفريق وبعث روحا جديدة في اللاعبين.. بالنسبة للمدرب عبد الحق بن شيخة أعتقد أن وجوده للموسم الثاني على التوالي على رأس النادي الإفريقي دليل قاطع على نجاحه لأنه ليس من السهل أن يكمل مدرب ما الموسم على رأس أحد الأندية التونسية فما بالك بفريق معروف بأجوائه الساخنة كالنادي الإفريقي!! عبد الحق قدّم الإضافة على المستوى الفني بفضل ذكائه في التعامل مع كل الأطراف المحيطة به. بن شيخة والبنزرتي لهما نفس الخصال كقوة الشخصية وحب الانتصار وحسن التصرّف في الرصيد البشري لكن مشكل البنزرتي يكمن في عدم حسن تعامله مع الهزيمة على عكس عبد الحق ينسب الهزيمة إلى شخصه ليجنّب لاعبيه الضغوطات. للتعليق على هذا الموضوع: