قال وزير الخارجية العراقي المنصّب ان الحكومة العراقية ستعيّن 43 سفيرا على رأس السفارات العراقية بالخارج، وانه ينوي تجاوز السبع والسبعين سفارة التي كانت تقوم بتمثيل العراق في عهد الرئيس صدام حسين، وان الهدف من هذه الحركية هو تحسين صورة الحكومة العراقية الجديدة... واذا كان ذلك هو هدف المسؤول العراقي، فإن المهمة صعبة بل مستحيلة، حتى وان نجح في جعل الدول تقبل بمن ستطلب هذه الحكومة اعتماده لتمثيل العراق وربما كان من الاجدى تأخير هذه الخطوة الى مراحل اخرى لاحقة، لأن هذه البعثات، التي تجسّد مبدئيا سيادة العراق في الخارج ستؤكد بالضرورة ان العراق يفتقد الى السيادة وان هذه الحكومة المؤقتة تسلّمت «التكليف» مباشرة من الحاكم الامريكي الذي تحتل بلاده العراق وانها تعمل ضمن هذا التكليف وطبقا للحدود التي رسمها الاحتلال للعراق، وبالتالي فلا الحكومة العراقية المنصّبة جديرة بتمثيل العراق، ولا السفارات المعيّنة من قبل هذه الحكومة، ستمثّل العراق وستعكس صورة «جيدة» عن هذه الحكومة بمثل هذه المواصفات حكومة يعترف رئيسها بأنه عمل مع اجهزة مخابرات اجنبية عديدة ممثلة للشعب العراقي... ان الحديث عن التمثيل الديبلوماسي للعراق، امر سابق لأوانه وتجاهل لوضعية الاحتلال التي يعيشها العراق، وهي وضعية يقرّ بها المحتلون انفسهم، كما انه تجاهل لوضعية الحكومة نفسها باعتبارها حكومة مؤقتة، معيّنة وتفتقد لأبسط شروط الشرعية حتى يكون بإمكانها اتخاذ خطوات اوسع مما يفترض انها عيّنت من اجلها من قبل الاحتلال الامريكي. كما ان الحديث عن التمثيل الديبلوماسي هو مغالطة من قبل هذا المسؤول العراقي الراغب في الايحاء بأن الوضع في العراق يسير نحو الاستقرار ونحو القبول بهذه الحكومة المؤقتة التي افرزها مجلس الحكم، الذين شكلهما الاحتلال الامريكي في حين ان الواقع العراقي يشهد بوجود رقم جديد في هذه المعادلة وهو المقاومة العراقية التي اعترف بها المحتل نفسه والتي قال عنها الرئىس الامريكي بأنها ليست ارهابا، وبأنه لن يقبل بأن تعيش بلاده الوضعية التي يعيشها العراق اليوم تحت الاحتلال الامريكي... المقاومة العراقية اعترف بوجودها وبقوّتها العسكريون الامريكيون ايضا والواضح ان ما بين أيدي المقاومة العراقية من ورقات الضغط والتحرّك، يفوق بكثير ما بين ايدي أفراد هذه الحكومة المؤقتة، التي ما ان تنتهي مهمة مسؤول من المسؤولين الكبار في احد دوائرها كما كان الامر في مجلس الحكم الانتقالي، الا وسارع بمغادرة العراق، لأنها حكومة معزولة وغير ممثلة للعراقيين وبعيدة عنهم وعن مشاغلهم وان الإدارة الامريكية التي تخطط للبقاء في العراق لسنوات اخرى لن تتردد في استبدالها رغم القاب «السلطنة» ومظاهر «السيادة» التي تغدقها على افرادها الآن.