رفض الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية «حماس» بشدّة إمكانية دمجه في الاجهزة الامنية الفلسطينية معتبرا أن حل السلطة الفلسطينية برمتها أهون وأسهل من حل كتائب «عز الدين القسام» أو فصائل المقاومة الوطنية الاخرى. وقال المتحدث باسم «كتائب القسام» أبو عبيدة أمس إن الحديث عن دمج فصائل المقاومة الفلسطينية في إطار المصالحة الوطنية، أمر غير وارد ولا مكان له على أرض الواقع وغير قابل للتطبيق بأي شكل من الاشكال. حلم بعيد المنال واعتبر أبو عبيدة أن حلم حل «كتائب القسام» أو غيرها من الاجنحة العسكرية المقاومة هو حلم بعيد المنال مهما حاول البعض تفسير ما ورد في الورقة المصرية بهذا الخصوص. وشدّد القيادي الحمساوي على أهمية توضيح النقطة المتطرقة الى التشكيلات المسلحة خارج الاجهزة الامنية. وأكد على أن حل السلطة أسهل وأولى وأهون من حل «القسام» أو فصائل المقاومة الباسلة مشيرا الى أن السلاح الفلسطيني الشرعي هو قطعا سلاح المجاهدين الطاهر الشريف الموجّه نحو صدور الاعداء. وندّد المتحدث نفسه بتسمية المقاومة ميليشيا قائلا: «لا نقبل أصلا أن تسمّى المقاومة ميليشيا غير قانونية، فهذا تلاعب بالالفاظ لا ينطلي على شعبنا الذي يدرك ما هو السلاح الشرعي الذي يحمي الوطن ويدافع عن كرامة الشعب وما هو السلاح غير الشرعي الذي يطارد المقاومين ويحرس مغتصبات العدو. ولدى تطرقه الى المصالحة أبرز أن المصالحة هي مطلب كل فلسطيني محذرا من أن تتحوّل الى مجرد ورقة للاحتفال يعقبها تمرير لأجندات أمريكية وصهيونية في فلسطين. تصاعد حدة التوتر في هذه الاثناء، تصاعدت حدة اللهجة الاعلامية والسياسية بين حركتي «فتح» و«حماس» حيث تبادل الطرفان الاتهامات بالسعي الى تقويض المصالحة الفلسطينية ونسف الجهود العربية والمصرية للوصول الى حل توافقي. فقد اتهم المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم مؤتمر «فتح» السادس بإفراز قيادات الفتنة والانقلابيين والمتآمرين بشكل مبرمج ومسبق، على حد وصفه. وشجب المتحدث ما سمّاه بالازدواجية داخل «فتح» ذلك أنها مع المصالحة شكلا وإعلاما بيد أنها تنتهج سلوكا ميدانيا وسياسيا وأمنيا خطيرا على المشروع الفلسطيني برمته، حسب توصيفه. وأضاف برهوم ان بعض القيادات التي أفرزها المؤتمر السادس لحركة «فتح» ماتزال في مربع العدو الصهيوني ولم تقترب من مربع الشعب الفلسطيني وحماية المصالحة، وفق تعبيره. وتأتي هذه التصريحات تعقيبا على اتهامات عضو اللجنة المركزية في حركة «فتح» محمد دحلان لحركة «حماس» بالسعي الى نشر الفوضى في الضفة الغربية لتكرار تجربة غزة، وبانصياع الحركة لأوامر دمشق وطهران بإفشال المصالحة، على حد قوله. في غضون ذلك، جدّدت «حماس» تأكيدها بالاختلاف الطارئ على الورقة المصرية مقارنة بمسودات جولات الحوار السابقة.