أقرّ مسؤولو وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) بأنهم يواجهون مصاعب كبيرة في تقييم مستوى استعداد القوات العراقية لخوض المعارك مؤكدين ان ثلثها فقط قادر على القتال. وفي ضوء هذا الوضع اقترح المسؤولون ذاتهم بقاء 135 الف جندي امريكي في العراق خلال هذا العام تحسبا لاحتمال تصاعد وتيرة «العنف» واعادة المقاومة بتنظيم صفوفها. ويركّز المسؤولون الامريكيون في حديثهم عن الوضع في «عراق ما بعد الانتخابات» على ضرورة تعزيز انتشار القوات العراقية في مختلف المدن العراقية مقابل «تخفيف» الوجود الامريكي بهذا البلد. لكن هؤلاء المسؤولين «يتعللون» من حين لاخر بأن هذه القوات لا يمكنها ان تقاتل بمفردها وانما تحتاج الى قوات امريكية تدعمها في المعارك ضد المقاومين. مصاعب... وحيرة وفي هذا الصددر قال مسؤولو البنتاغون امس الاول انهم يجدون صعوبة في تعتيم مستوى استعداد القوات العراقية وتقدير مدّة ومدى الانتشار العسكري الامريكي «الضروري» في العراق. وقال وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد خلال مؤتمر صحفي أمس الاول «ان حجم القوات الامريكية الضرورية في العراق يتوقف على الظروف الميدانية... لكن ليس هناك ردّ بسيط عن هذا السؤال». وأضاف «إن الهدف هو التوصل الى وضع آمن والتمكن من الاعتماد على العراقيين لضمان الامن». وذكر مساعد رئيس اركان الجيوش الامريكية الجنرال بيتر بايس خلال المؤتمر الصحفي ذاته ان قوات الأمن العراقية تضم 136 الف عنصر يتوزّعون بين 56 الفا في الجيش و80 ألفا في الشرطة. لكن رامسفيلد اعترف بأن الارقام لا تعطي اية معلومة حول القدرات الحقيقية لأنها مجرّد ارقام مضيفا «إن القدرة على انجاز شيء ما يتوقف على الخبرة والقيادة وجمع المعلومات». وبعد أن اعتبر ان اداء قوات الامن العراقية كان متفاوتا ودافع عن أداء الالاف «من أفرادها اعلن رامسفيلد ان البنتاغون يسعى الى تشكيل قوات امنية يصل عددها الى 200 الف عنصر بحلول أكتوبر المقبل عند التصويت على الدستور العراقي. وتطرّق رامسفيلد الى الحديث عن الانتخابات وقال ان النجاح السياسي لن يغير شيئا في نشاط المقاومين مؤكدا انه يتوقع استمرار العنف. تحذيرات... امريكية واعتبر مساعد وزير الدفاع الامريكي بول وولفويتز من جانبه ان 15 الف جندي امريكي مدّدت مهمتهم في العراق استعدادا للانتخابات سيعودون قريبا الى الولاياتالمتحدة مما سيخفض عدد القوات الامريكية في هذا البلد من 150 ألفا حاليا الى 135 ألفا. وقال وولفويتز ردّا على اسئلة لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ إن بقاء جنود امريكيين لوقت اطول في العراق يشكل «صفقة مهمة» ان أتيح في المقابل تدريب المزيد من الجنود العراقيين. وأضاف «نريد القيام بكل ما ينبغي القيام به لزيادة القدرات الامنية العراقية في اسرع وقت ممكن». وحذّر وولفويتز في هذا الصدد من الاسراع في تكليف القوات العراقية الامن في بعض المناطق وقال «لا نريد تسليم القوات العراقية للسيطرة على منطقة ما قبل الاوان وبالتالي احداث موقع يمكن فيه للمتمرّدين تنظيم صفوفهم وينشطون». وذكر نقلا عن ضابط امريكي انه سيكون في الامكان نقل بعض المناطق تحت سيطرة القوات العراقية خلال الاشهر الستة المقبلة. من جهته قال رئيس هيئة الاركان الامريكية الجنرال ريتشارد مايرز انه لا يعرف بشكل دقيق مستوى استعداد القوات العراقية لكنه اعتبر ان ثلث هذه القوات فقط قادر على القتال في البلاد. وقال الجنرال الامريكي ان الجيش الامريكي لا يملك تقديرات دقيقة حول عدد المسلحين الذين يحاربون قوات الاحتلال في العراق غير أنه اوضح ان هذا الرقم يبقى طي الكتمان مكتفيا بالاشارة الى ان من بين المسلحين نحو ألفي مقاتل اجنبي