اليوم، وقد حطّ الترحال بجميع التونسيين شيبا وشبابا، في محطة الفرح والمسرّة بالفوز الساحق الباهر الذي حققه سيادة الرئيس زين العابدين بن علي في الانتخابات الرئاسية. اليوم وقد بلغت دعوة هذا الابن البار «معا لرفع التحديات» كلّ الآذان بما في ذلك تلك التي تشكو ثقلا في السمع، أو بها علّة الصمم... اليوم، وقد وضعنا ورقة بن علي في صندوق الاقتراع، فقد أصبح كل فرد منّا مجبرا وطنيا وأخلاقيا على أن يضع جميع أوراقه في صندوق التحدي للانخراط الحق في الدعوة الحق «معا لرفع التحديات»... تلك الدعوة التي لا تتطلب منّا لا نفسا ولا نفيسا، وإنما جهدا من كل من استطاع إليه سبيلا.. وما أكثر سبل الجهد عند الصادقين. نعم... الدعوة تتطلب منّا المستطاع كأن تتصبّب عرقا تلك الوجوه والسواعد التي لا تعرف عرقا.. تتطلب منّا أن ينهض من مازالوا بيننا لا يحلو لهم النوم إلا في العسل ليدركوا أن هذا الزمن لا يمنح عسلا إلا لمن كانوا خلايا نحل أو كأن ينزل من تبقوا منا ممن تعودوا الجلوس على الربوة سواء كانت حجرا أم كرسيا أم منصة شرفية إلى الساحة، ولينضمّوا إلى السرب في القمة لبناء عش الأمان الوطني... وأن يكونوا الفاعلين في الساحة لا المتفرجين على الساحة... أو كأن نتحدى ما بأنفسنا وما بأنفس الآخرين، وأن نقطع مع ثقافة «الجلوس على الربوة أسلم» لأن لا مصير ولا مسار ولا مسيرة للجالسين القاعدين فالشجر لا يثمر إلا إذا كان واقفا!