تزامنا مع ايقاعات الاحتفالات التي تعيشها تونس بين عرس الانتخابات والذكرى الثانية والعشرين للتحول المبارك وضمن فعاليات الاحتفاء بالقيروان عاصمة الثقافة الإسلامية تنظم وزارة الشؤون الدينية اليوم ندوة «الفكر الديني المستنير ومقومات الهوية في عقدين من التغيير» التي تحتضنها عاصمة الأغالبة تحت رعاية الرئيس بن علي على امتداد يومين. الندوة يشرف على افتتاحها السيد بوبكر الأخزوري وزير الشؤون الدينية ووالي القيروان وبمشاركة ثلة من الأساتذة الجامعيين والباحثين التونسيين والأئمة والخطباء. الندوة تتضمن مداخلات لثلة من الأساتذة الجامعيين والباحثين الأكاديميين وعلى جلستين علميتين. الجلسة الأولى تقدم خلالها مداخلات عن «الاجتهاد المنضبط والفكر الديني منذ فجر التغيير» (سيف الدين ماجدي) «الهوية وآليات الحفاظ عليها منذ فجر التغيير» (عبد القادر النفاتي)، «الحداثة ومقتضيات الهوية : الواقع والآفاق» (البشير نقرة) و«حوار الحضارات» (عبد العزيز شبيل) . الجلسة الثانية تهتم الجلسة العلمية الثانية ب«انجازات التغيير في الشأن الديني» (أبو القاسم العليوي) و«الفكر المستنير والشأن الاجتماعي» (محمد العربي البوعزيزي) «الاعلام الديني في عهد التغيير» (الأستاذ فتحي بوعجيلة). قيروان الهوية وتونس الحداثة الندوة تأتي في مناسبة متميزة هي الاحتفالات بالذكرى الثانية والعشرين للتغير الذي أدخل تونس عصر الحداثة من بابها الواسع دون أن يسقط مقتضيات الهوية العربيةوالاسلامية التي تغذي الثقافة والفكر المعاصرين ولعل احتضان القيروان لهذه الندوة الفكرية يؤكد القيمة الحضارية لعاصمة الغرب الاسلامي ودورها في نشر ثقافة الحوار والفكر المستنير هذه المكانة كانت منطلق تونس في الانخراط في منظومة الحداثة. وتندرج هذه التظاهرة التي تنظمها وزارة الشؤون الدينية من منطلق الحرص على تجذير الشباب التونسي في هويته العربية وبناء شخصيته وفق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ودعم أسس البيئة الفكرية المتوازنة بين خصوصيات الأصالة ومتطلبات الحداثة.