وحدهم القادة الكبار المؤمنون بصواب خياراتهم والمحترمون لارادة شعوبهم والمدركون للتحديات الوافدة، لا يلهيهم عن عملهم وواجبهم نعيق من الخارج أو هذيان في الداخل، لا وقت لديهم لغير مواصلة الانجاز ومراكمة المكاسب ومغالبة الصعاب. والرئيس بن علي أحد هؤلاء القادة المتميزين الذين نذروا حياتهم لخدمة أوطانهم وتحقيق نمائها ورخاء شعبها. فبعد يوم من اعادة تجديد الثقة فيه لمواصلة قيادة البلاد الى مصاف الدول المتقدمة، وباجماع شعبي كبير أقرّه ملاحظون ومراقبون من كل انحاء العالم، اتجه اهتمام رئيس الدولة الى تنفيذ برنامجه الخماسي لرفع التحديات. وتعوّد التونسيون بأن تتحوّل وعود بن علي الانتخابية الى أفعال ومشاريع تدفع التنمية وتحقق الرفاه، لأنها تنطلق من واقع معيش وتستقرئ المستقبل وتستشرف التحولات. ولأن برامج بن علي مدروسة بعمق وتستهدف رقيّ البلاد والعباد، فهي تتحوّل الى خارطة طريق واضحة المعالم تجتمع حولها كل الاطياف والحساسيات وينخرط فيها الجميع في جوّ وفاقي لا ينبذ الاختلاف والتعدد. ومن هذا المنطلق يبدو النموذج التونسي متفرّدا، وهو أمر لا يدركه الكثيرون فعلاقة الرئيس بن علي بشعبه علاقة انسانية سندها الوفاء والاخلاص، وهي ليست مجرّد علاقة حاكم بمحكوم، مثلما هو في عديد البلدان والأوطان. فالتجديد لرئيس الدولة عند كل استحقاق انتخابي وبنسب مرتفعة يتحوّل من تصويت لمرشح أو لبرنامج الى مبايعة وردّ جميل لرجل أنقذ البلاد من شفا حفرة، وغيّر مسارها من المجهول الى مصاف الدول الصاعدة والسائرة نحو البلدان المتقدمة عبر مخططات ومقاربات صنعت مشروعا مجتمعيا متميّزا تتواصل اصلاحاته وتتوسّع وتأتي شاملة لكل القطاعات والمجالات الحيوية. إن الجميع اليوم مدعوون الى المثابرة والعمل بأكثر قوّة وجهد فالتحديّات كبيرة ومتعدّدة ولا يمكن التكهّن بحدتها أو مأتاها، فنحن في اقتصاد مفتوح ومعولم، متّسم بسرعة التحوّلات واشتداد التنافس. صحيح ليس لنا موارد طبيعية ومدخرات لكننا نملك ثروات بشرية وعقولا قادرة على صنع المعجزات التنموية سندها برنامج متكامل يمثل ضمانة لكسب الرهانات ورفع التحديات.