يتأكّد على الدوام وبقراءة متأنيّة ورصينة أنّ واقع الأمن والاستقرار الذي تعرفهُ بلادنا منذ أكثر من 20 سنة يبقى وبكلّ تأكيد المكسب الأغلى والأثمن والأعزّ على كلّ النفوس والقلوب والعقول. لقد راكمت التجربة الإصلاحية التي قادها الرئيس زين العابدين بن علي منذ سنة 1987 كمّا هائلا من المكاسب والانجازات في جلّ المجالات والقطاعات والميادين ، وهي المكاسب والإنجازات التي لم يعد بالإمكان حجبُ أو نُكران وقعها الإيجابي وتأثيرها الفاعل والممتد في حياة الناس اليومية التي تتحسّن من طور إلى آخر وفي مسيرة الدولة التونسية ككلّ ، هذه الدولة التي تبدو أكثر من أيّ وقت مضى أكثر صلابة وأكثر فاعلية محليّا وفي محيطيها الإقليمي والدولي. ويبقى مناخ الأمن والاستقرار من أهمّ المكاسب المتحقّقة ، إنّه مكسب لا ككلّ المكاسب الأخرى ، مكسب يتعيّن سعي الجميع للمحافظة عليه على اعتباره المرتكز الأساسي لمسار التنمية الشاملة المستهدفة في كلّ البرامج والمخطّطات وعماد تطوّر ونماء المجتمع والاقتصاد والسياسة في البلاد. وبرغم اختلاف التقييمات والآراء والمقاربات حول العديد من أوجه التطوّر الحاصلة اقتصاديا وسياسيّا ومجتمعيّا فإنّه من الثابت أنّ وفاقا شاملا وكليّا بين التونسيين على اختلاف فئاتهم وشرائحهم وانتماءاتهم السياسيّة والحزبيّة ينصبّ في اتجاه تثمين هذا المنجز الكبير والهام في أمن بلادهم واستقرارها، بل إنّ من حقّهم المفاخرة بهذا المكسب والاعتزاز به أيّما اعتزاز, ومن المهمّ في هذا المجال التساؤل عمّا إذا كانت مختلف الأطراف الإداريّة والمستثمرين ورجال الأعمال ومكونات المجتمع المدني ونخب البلاد قد استثمرت على النحو الأنجع ذلك المكسب الّذي ندُر وقلّ وجوده في العديد من دول ومناطق العالم حيث الحروب والصراعات والفتن والاضطرابات ومظاهر العداوة والتناحر والحقد والكراهيّة.. إنّ جميع مجالات تحديث البلاد وتطويرها والسير بها إلى مصاف الدول المتقدّمة قد توفّرت لها أرضيّة مُثلى ونموذجيّة لا حدود لها وآفاق رحبة للنموّ السريع ومغالبة جملة التحديات والرهانات الحالية والمستجدّة عبر التثمين والاستثمار الجدّيين والفاعلين لذلك المكسب الّذي تحدّثنا عنه، مكسب الأمن والاستقرار.