تستقبل تونس اليوم مرحلة جديدة في مسيرة نمائها الموفّقة ،مرحلة حاسمة ستنتقل خلالها البلاد من مصاف الدول النامية إلى مصاف الدول المتقدمة كما خطط لذلك البرنامج الانتخابي للرئيس زين العابدين بن علي الذي جاء حاملا لشعار «معا لرفع التحديات». والمتأمل في هذا البرنامج وما يتضمنه من أهداف ومرامي يقف على حقيقة التحدي الذي ستواجهه تونس وهي البلد الذي لا تتوفر له الموارد الطبيعية التي تسهّل عليه مثل هذه النقلة النوعية الهامة والتي عجزت عن تحقيقها دول أغنى من تونس بكثير رغم ما يتوفر لديها من ثروات متأتية مما تدرّ عليها الطبيعة من مداخيل مستقرة لا تتأثر بما تتأثر به دولة تعتمد في مداخيلها على سواعد شعبها. إلا أنّ تونس التي ظلت على امتداد ثلاث وخمسين سنة من الاستقلال تستثمر في البشر وتوليه عناية فائقة نجحت في تكوين شعب متعلم، ذكيّ وطموح طموحا لا حدود له ..ويمكن القول أن الفرصة متاحة لها اليوم أكثر من أي وقت مضى للتحليق عاليا وتحقيق ما كان ولا يزال صعب المنال لا في منطقتنا فحسب بل وفي القارة الإفريقية كذلك. إن ما يرمي البرنامج الانتخابي إلى تحقيقه هو الهدف الأسمى الذي ضحت أجيال وأجيال من أجل بلوغه فالالتحاق بمصاف الدول المتقدمة كان حلما، أضحينا اليوم على قاب قوسين أو أدنى منه ...وإنّ تحدي المرحلة الأخيرة الذي ينتظرنا لا يمكن رفعه إلا بمضاعفة الجهد والمزيد من التضحيات والكثير من الخلق والإبداع، ومضاعفة العمل المثمر الجاد لما فيه رفعة تونس وعزّتها وازدهارها. حافظ الغريبي للتعليق على هذا الموضوع: