وصفت مصادر إعلامية بريطانية سياسة طهران المعتمدة مع الغرب حول ملفها النووي بقصص «ألف ليلة وليلة» في اشارة الى ما سمّته التسويف والمماطلة الايرانيين هي الاستجابة لمطالب القوى السبت الدولية، فيما اتهمت الدوائر السياسية والأمينة الاسرائيلية طهران بخداع الغرب وتضليل العالم. وقال أحد محرّري صحيفة «الديلي تلغراف» البريطانية في عددها الصادر أمس ان المسؤولين الايرانيين يستوحون تكتيكاتهم التفاوضية من قصص «ألف ليلة وليلة». ألف اجتماع واجتماع وتابع الكاتب قائلا: «إذا كان المسؤولون الايرانيون الذين يتفاوضون باسم بلادهم حول برنامجها النووي يتبعون دليلا في الدبلوماسية فلا شك انهم يستوحونه من قصص «ألف ليلة وليلة» حيث تتفادى الحسناء (شهرزاد) القتل بإبقاء الطاغية (شهريار) مشدودا الى قصصها حتى يعزف عن قتلها، بل يتزوجها في النهاية. واعتبر في هذا المثال أن على المسؤولين الغربيين عدم ترقب الكثير من الردّ الايراني حول الاقتراح الغربي، طالما أن الايرانيين عقدوا خلال السنوات الست الماضية ألف اجتماع واجتماع مع نظرائهم الغربيين حول الملف النووي من دون أن تفضي الى أية نتائج حقيقية. وأضاف أن الساسة الايرانيين لم يسردوا على قادة الغرب الحكايات الساحرة، بيد أنهم ماطلوا وأخّروا وتلكؤوا بينما برنامجهم النووي يتطور ويتوسع ويقترب بخطى حثيثة من لحظة حاسمة تخوّل للزعماء الايرانيين صنع القنبلة النووية، على حدّ رأيه. رعب في تل أبيب ويتوافق هذا الطرح مع الموقف الرسمي الاسرائيلي الذي اتهم طهران بخداع الدول الكبرى وتضليل العالم واستنكر «تضحية» واشنطن بمصالح تل أبيب الأمنية حسب زعمه. فقد نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك قوله خلال جلسات الحكومة المغلقة ان إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقعت في الفخ الذي نصبته إيرانوروسيا لها. وأكد باراك حسب ما أوردته الجريدة أنه يتحتم على واشنطن أن تكون على يقين من توجهات إيران التضليلية باعتبار أنها خدعت الغرب سابقا، وفق ادّعائه. وتابعت «يديعوت أحرونوت» بالاشارة الى أن عاصفة غضب تضرب الحكومة والمعارضة الاسرائيليتين بعد الاطلاع على مضمون الاقتراح الدولي الذي اعتبر على أنه تضحية جلية بإسرائيل وبمصالحها الأمنية والعسكرية. بدورها نسبت مصادر إعلامية وإسرائيلية لزعيمة المعارضة تسيبي ليفني نعتها مسودة الاتفاق النووي ب«السعي الايراني التضليلي» المحموم. ورأت ليفني أن الاتفاق المقترح في فيينا لا يكفل عدم حصول ايران على قنبلة نووية. وتجدر الاشارة الى أن بعض التقارير الاستخباراتية تحدثت عن توتر سياسي متفاقم بين واشنطن وتل أبيب بعد قبول ادارة أوباما بالمقترح الدولي النووي القاضي بتخصيب روسيا وفرنسا اليورانيوم لصالح إيران لاستخدامه للأغراض سلمية ومدنية.