تونس (الشروق) كتب نور الدين بالطيب في أول حلقة من لقاءاته الشهرية استضاف نادي «تحت السور» بقاعة الفتح بباب سويقة المسرحي منصف السويسي الذي تحدث عن تجربته المسرحية الطويلة ورؤيته للمسرح التونسي الآن. قال السويسي في بداية اللقاء إنه على المسرحيين الاعتزاز والامتنان لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي كرّم الثقافة وجعل من تونس منارة ثقافية دائمة. وأشار السويسي إلى أنه تعلم المسرح في العائلة منذ السنوات الأولى لأن والده عز الدين السويسي كان من بين المسرحيين المعروفين بحركيتهم الكبيرة ونضالهم الوطني في الأربعينات والخمسينات وقال «كنت أرافقه في العروض المسرحية وأدخل الكواليس وأرى كبار الممثلين عن قرب وكانت المسرحية الأولى في مركز الفن المسرحي بعنوان «النساء في خطر» من انتاج جمعية التلميذ القربي وقدمناها في سوق الخضر بقربة سنة 1963 وكنا تلاميذ في مركز الفن المسرحي وكانت من تأليف والدي وقد مثلتها الفرقة البلدية أيضا أما التجربة الثانية فكانت مسرحية «لاك عرفي ولاني صانعك» عن بريشت في اطار مركز الفن المسرحي وكانت أول اخراج لي وأول عمل محترف وقد تزامنت مع بيان 11 الذي صدر في جريدة «لابراس» في أوت 1966 . قضايا السويسي تحدث عن مجموعة من القضايا من بينها التكوين المسرحي في المعاهد العليا التي ترفض الاستفادة من خبرات كبار المسرحييين الذين يمكن أن يستفيد منهم الطلبة بصيغة الأستاذ الزائر فهذه المعاهد تفتقر الى التكوين الميداني والتطبيقي وهناك حلقات مغلقة ومفقودة. السويسي قال أيضا إن النقاد تم تهميشهم والمشهد المسرحي اليوم يفتقر الى النقد والتنظير وهذا شيء خطير جدا فلا يوجد نقد ابداعي الآن وهذا شيء خطير على مستقبل الحركة المسرحية لأن النقاد والمنظرين هم الذين يشكلون حصانة المسرح التونسي الذي انعدمت فيه الفرق المسرحية أيضا التي تشكل الأرضية الأساسية لأي تجربة مسرحية. وأشار السويسي إلى أن أي حركة مسرحية تحتاج إلى «المعلم» يعني لا بد أن يكون هناك عمداء ولا بد من المرور بالنصوص الأساسية والكلاسيكية قبل الحديث عن التجريب أو المختبر المسرحي كما تم القضاء تقريبا على كتاب المسرح من خلال الكتابة الجماعية والاقتباس والكتابة الركحية فكل هذا خطر على مستقبل المسرح. السويسي قال إن محمد أدريس أغلق أبواب المسرح الوطني وقتل مجلة «فضاءات» وألغى المسابقة والندوة الفكرية من أيام قرطاج المسرحية أما السيرك فتساءل السويسي كيف يمكن الحديث عن سيرك بدون وجود أي «كلون»؟ وهو أساس السيرك. واعتبر السويسي أن الدعم المسرحي تحول الى كارثة وقال «أنا أسأل ماذا يمكن أن يحدث لو تقرر الدولة سحب الدعم لمدة سنتين مثلا؟ سيندثر المسرح بلا شك وأكد على ضرورة ترشيد الدعم لأن الدعم بصيغته الحالية هو في الحقيقة مساعدات اجتماعية وليس هذا الهدف الذي وجد من أجله. أما عن «ألوان مان شو» فقال إنه شخصيا لا يحب هذا اللون من المسرح لكن من حق أصحابه أن يوجدوا وإن جمعوا الثروات فلِمَ لا؟ فمن حق الفنان أن يكون ثريا ومن حق وجيهة الجندوبي ولطفي العبدلي وغيرهم أن يملكوا سيارات 4x4 وأن تكون لهم منازل فارهة فيها مسابح وكل وسائل الرفاهية وأشار السويسي الى أن فاضل الجعايبي فنان كبير ومثقف من طراز عال وهو قامة مسرحية نعتز بها كتونسيين ومن لا يقدر هذا للجعايبي لا يمكن أن يكون فنانا ولا مثقفا وقال إن ما ينقصنا في تونس هو الاعتراف للكفاءات.