انتظمت يوم الجمعة 30 اكتوبر بمركز التكوين المستمر ببن عروس فعاليات احتفالية بمناسبة اختتام مائوية شاعر «اغاني الحياة» أبي القاسم الشابي. الاحتفال نظمته الادارة الجهوية للتعليم ببن عروس بالتنسيق مع المؤسسات التربوية في الولاية وقد حضره جمهور شبابي طيب العدد واشرف عليه السيد حسن المسعودي، المدير الجهوي للتعليم وثلّة من الأولياء واطارات التربية والتعليم والثقافة. فعاليات الاحتفال كانت غزيرة وتواصلت زمنا يربو عن الثلاث ساعات أمّن تنشيطها الوجه الاذاعي الاستاذ سمير بن علي بتنسيق مع السيد نور الدين ابن غربال المسؤول المباشر عن هذه الفعاليات التي تخللتها فواصل غنائية موسيقية ادتها فرقة منتخب الموسيقى لتلاميذ الجهة واساتذتهم روح الشابي كانت حاضرة كذلك وطبعت الحضور والمشهد العام في المكان شكلا ومضمونا حيث انتشرت في قاعة الاحتفال صور ورسوم وقصائد ومطبوعات للشابي انشأها جميعا تلاميذ من مختلف مؤسسات التعليم في الولاية. تجلت روح الشابي من خلال دفق شبابي متوهّج أنشد للشاعر اكثر من قصيدة وأنشأ بوحيه اكثر من ابداع بأكثر من لغة اذ حضر القاء قصائد الشابي باللغة الاسبانية والايطالية والفرنسية متراوحا مع الالقاء باللغة العربية في سياق تناغم بين الشعر والموسيقى والرسم والغناء .. سياق عام يتجاوز حدود اللغة والمكان وتفاصل الاجناس الأدبية والفنية الى بعد انساني كوني يختزل حقا روح الشابي الرومنطيقية... الروح الرومنسية انتقلت عدواها الى الحاضرين وطغت عليهم وجدانية مما جعل السيد مبروك المناعي الاستاذ المحاضر بالجامعة التونسية يعزّي في مداخلته الحاضرين ويذكّرهم بأن الشابي مات جسدا وكائنا تاريخيا لكنه يبقى حيا لا يموت روحا وأثرا... روح الشابي حضرت في هذه الفعاليات وتجسّدت من خلال مقطع مسرحي متميز يختزل بكثافة دسمة تستعرض رؤية الشاعر الشعرية والوجودية عموما ولحظة موته الدراماتيكية ... مشهد مسرحي متميز أمّنه تلاميذ معهد طه حسين بمقرين واخرجه المسرحي الشاب الاستاذ الطاهر بن عيسى العربي ... مشهد مسرحي بلغ الغاية ووقف له الجميع انفعالا وتأثرا ... التظاهرة تواصلت بملاحظات ابداها الاستاذ المحاضر مبروك المناعي عن الشابي وشعره كما تواصلت بتدخل شعريّ للأستاذ الشاعر سوف عبيد الذي أبا الا ان ينشد قصيدة بدت قريبة «في رومنسيتها» من الشابي حبيب سوف عبيد . الختام كان مسكا وكانت صاحبته التلميذة نادية بن عيسى صاحبة القصيدة الفائزة في مسابقة الابداع الشبابي التلمذي التي نظمت بالمناسبة. قصيدة ذات مستوى فني جيد تؤكد حقيقة توفر مخزون ابداعي متميز عند شباب تونس على مستقبل جيل الغد ... فلنطمئن ... ولتطمئن روح شاعر الصباح الجديد.