مساهمة في إثراء المشهد الثقافي بمدينة سوسة وبرعاية المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث حطّ الصالون الثقافي «إيلاف» الرحال بأحد الفضاءات السياحية وذلك عشية الجمعة 26 فيفري في مصافحة لنخبة من الوجوه الثقافية بالجهة من خلال فقرات شعرية وفنية أحكم توظيفها الشاعر خالد الكبير المنسّق العام لهذا الصالون. في كلمته الافتتاحية قدّم السيد خالد بسطة حول هذا اللقاء الثقافي المتميز والذي ترجع بداياته الى 23 ديسمبر 2006 ب«قصر هلال» موعد أول صالون تكرّرت بعده التجارب في عدة مناطق قصد تثمين جهود المبدعين أينما كانوا وتفعيل الصلة بين مختلف مكونات العملية الابداعية أدبا كانت أو شعرا أم فنا. ترانيم الروح لم يكن هذا عنوان المولود الشعري الجديد للمبدع خالد الكبير فحسب بل كان صفة أيضا تنسحب على كل المداخلات الشعرية التي ساهم بها نخبة من الشعراء الذين أثثوا بعض فقرات هذا الصالون حيث كانت راضية الشهايبي وفية لرقّة أحاسيسها ودقة صورها الشعرية ورومنسيتها الحالمة فيما كانت «إيمان عمارة» وفيّة لتمرّدها على المنظومة الشعرية الكلاسيكية وألقى الشاعران «مبروك العشي» و«العروسي القربي» أبياتا من الشعر الشعبي. شعر جنسي! أثارت أشعار إيمان عمارة عدة ردود أفعال وصلت حدّ صدمة السامع من خلال اعتمادها على مصطلحات جنسية إيحائية ومنها الصريحة كالعادة السرية ومومس وختان النساء.. اعتمدتها كاستعارات وتشابيه ولا ندري أي شاعرية في ذلك ولأي غاية! طرحنا عليها السؤال بعد الأمسية فأجابت قائلة: «أؤمن ببعض الفوضى وأنا ضدّ القصيدة الفاضلة، لا بدّ للشعر أن يكون مثيرا، أريد تجاوز كل الحدود لأن الابداع لا ينمو وسط القيود». إبداع تشكيلي وموسيقي من الوجوه الشابة المبدعة في مجال الفن التشكيلي والتي حرص الشاعر خالد الكبير على تثمين جهودها وتكريمها في هذا الصالون أحمد التليلي الهداوي ونجاة الشارد ومحمد الرمضاني والذين أكدوا بأعمالهم المنجزة أحقيتهم بهذا التكريم فيما أثبت الشاب حسان الدوس طاقة صوتية وبراعة في العزف جلبت إعجاب الحاضرين. «غلطة مطبعية» بلا نصّ! شملت الفقرة التكريمية الأساسية وجهين من الدراما التلفزية والمسرحية رغم تفاوت الخبرة بينهما وهما عاطف بن حسين وفتحي المسلماني وفي خضم حديث جمع «الشروق» بفتحي حاولنا التطرق من جملة المواضيع الى مسألة النص في مسرحية «غلطة مطبعية» إن كان قد ساهم في كتابته فأجابنا فتحي متحمسا: «وهل يوجد نص أصلا في هذه المسرحية»؟ ومن الطرائف الحاصلة في هذا الصالون الثقافي فنانة شعبية تقدمت من فتحي وعرّفت بنفسها وأمدته بقرص ليزري يتضمن أغانيها وحرصت على أن تأخذ رقم هاتفه! مما جعلنا نشكّ إن كان فتحي ممثلا أم يمثل شركة إنتاج أو ينتمي الى القطاع الموسيقي!