حذّر الحرس الثوري الايراني امس المعارضة من تنظيم اي حشود جماهيرية غدا في الذكرى الثلاثين للسيطرة على السفارة الأمريكية في طهران، وذلك بعد ان دعت عدة مجهودات من المعارضة الايرانية انصارها الى النزول الى الشارع وسط مخاوف من ان يؤدي ذلك الى اشتباكات مع الحرس الثوري، خصوصا في ظل حالة التوتر التي تسود البلاد منذ انتخابات جوان الماضي. وعشية حلول هذه الذكرى بدا زعيم المعارضة مير حسين موسوي الذي شكك في أحقية الرئيس محمود احمدي نجاد بالفوز في الانتخابات كمن يحث انصاره على المشاركة بكثافة في المظاهرات المرتقبة غدا. ودعا الحرس الثوري الذي شارك في قمع احتجاجات الشوارع بعد انتخابات جوان الماضي «الشعب الايراني الى اليقظة في ما يتعلق بالاعمال المزعجة والمؤامرات من جانب عملاء العدو ومن جانب بعض المضللين وغير المدركين» حسب ما جاء في بيان. وأضاف البيان ان «الأمة الايرانية لن تسمح لأي جماعة سياسية بأن تفرض نفسها وان تستخدم شعارات زائفة باعثة على الانقسامات» خلال مظاهرات الاربعاء. وقال الجنرال يحيى رحيم صفوي القائد العام السابق للحرس الثوري والمستشار العسكري للمرشد الأعلى الايراني علي خامنئي انه من المحتمل ان يحاول البعض إثارة الفتن، إلا ان الشعب سيتصدى لمن يريد انتهاك مبادئ الثورة والقيم الاسلامية حسب قوله. وتعليقا على المظاهرات التي من المحتمل ان تتحول الى ساحة تحدي السلطات من قبل مؤيدي مهدي كروبي ومير حسين موسوي وصف صفوة قادة «الحركة الاصلاحية» ب «مثيري الفتن الذين لا مكانة لهم بين الشعب» حسب تعبيره. وقد دعت مجموعات من المعارضة الايرانية امس انصارها الى النزول بكثافة الى الشارع في ذكرى الاستيلاء على مقر السفارة الأمريكية. ويعتبر يوم الرابع من نوفمبر رمزا للمواجهة بين ايران والولايات المتحدة. وينزل آلاف الايرانيين سنويا الى الشارع ليهتفوا «الموت لأمريكا» و«الموت لإسرائيل» أمام الممثلية الديبلوماسية الأمريكية السابقة التي يسميها الايرانيون «وكر الجواسيس»، لكن هذا العام يسعى معارضو الرئيس محمود أحمدي نجاد الى انتهاز الفرصة للاحتجاج على إعادة انتخابه رئيسا في 12 جوان الماضي. ويسيطر الحرس الثوري الايراني على مجمع السفارة في وسط طهران وتنظم فيها بانتظام معارض حول الجرائم الأمريكية. وكانت المعارضة نظّمت آخر تظاهرة لها في 18 سبتمبر الماضي وحشدت آلاف الاشخاص في ذكرى يوم القدس التي تحييها ايران منذ 30 عاما دعما للفلسطينيين.