المنتج السينمائي نجيب عياد هو المقرّر العام للجنة الوطنية لتأهيل وتنمية السينما في تونس التي انطلقت اشغالها منذ 6 أشهر وفي انتظار التقرير النهائي لهذه اللجنة استغلينا استضافته من قبل إذاعة الجوهرة FM في برنامج سينما سينما لخالد التومي وأجرينا معه الحوار التالي حول هذه اللجنة الوطنية وشواغل السينما في تونس وكذلك حول جديده في هذا المجال. هل من فكرة حول ما وصلت اليه أشغال اللجنة الوطنية لتأهيل وتنمية السينما؟ اللجنة طالبناها منذ اكثر ما يزيد عن عشرين سنة وتم تركيزها منذ ما يزيد عن 6 أشهر.. رئيسها هو المخرج فريد بوغدير، اشتغلنا بجد خلال الفترة الماضية ونحن الآن في المراحل الأخيرة تتكوّن اللجنة من 30 شخصا ممثلين عن الجمعيات، والهياكل المهنية من منتجين وتقنيين وممثلين عن وزارة الاتصال ومن مختصين في القانون وفي المالية الى جانب أشخاص طلب منهم ان يشاركوا في نقاشات نظرا لتجربتهم الطويلة في الميدان. اللجنة تفرّعت عنها 8 لجان أخرى اهتمت بكل القطاعات: الانتاج، التكوين، الحوافز، الصناعة، التوزيع، استغلال القاعات، العلاقات بين التلفزة والسينما. عندما نتحدث عن هذه المحاور لابد من الحديث عن «القرصنة» فهل وضعتم خطّة لمقاومتها؟ عندما نتحدث عن التوزيع واستغلال القاعات لابد أن نتطرق الى القرصنة ولو أن القرصنة بشكلها التقليدي قد تقلّصت، كان هناك تقريبا 70ألف نقطة قرصنة رسمية اليوم نقص منهم 10 آلاف نقطة ومازال النقصان متواصلا فالمواطن كان يذهب الى هذه النقاط للبحث عن الافلام والمسلسلات لكن الآن عن طريق الانترنات يمكن له سحب ذلك. يقولون ان «القرصنة» ليست موجّهة للانتاج التونسي لأنه في نقاط البيع التي كنّا نتحدث عنها لا وجود للانتاج التونسي؟ لا هذا غير صحيح بالعكس التونسي يُحبّ الانتاج التونسي ولا يمكن تصديق أصحاب نقاط القرصنة فالافلام التونسية متوفرة وكذلك المسلسلات الجديدة والاغاني التونسية وحتى البرامج التلفزية. ما دمنا نتحدث عن القرصنة مسلسل «صيد الريم» انت منتجه لكنك لم تسع الى توزيعه في CD وتركت الامر للقراصنة. لقد كان من المفروض ان أقوم بهذا العمل لكن الاسبوع الأول بعد نهاية شهر رمضان تفاجأت بوجود المسلسل «مقرصن» في CD ويباع في تلك النقاط بدينارين فقط، فحتى لو وزّعته كان سيتكلّف CD الواحد أكثر من دينارين على الأقل 3 أو 4 دنانير وبنفس النوعية فشخصيا اشتريت واحدة بدينارين من هؤلاء القراصنة. لو نعود الى اللجنة الوطنية لتأهيل وتنمية السينما ونتحدث عن بعض المحاور التي تمسّك شخصيا باعتبارك منتجا: الانتاج ومحور القاعات؟ السينما،السمعي البصري بصفة عامة هو بناء، وفي تونس لا بد من استراتيجية كاملة للسمعي البصري، هو قطاع كامل وشامل، ولا بد من سياسة تأخذ بعين الاعتبار كل هذا. في الانتاج لا بد من النظر في ما قبل الانتاج ما هي الحوافز؟ طرق التمويل؟ ... الامكانات المتاحة من الدولة او بايعاز من الدولة، او من الخواص؟ لكن وزارة الثقافة خصصت نسبة كبيرة للانتاج السمعي البصري؟ وزارة الثقافة مشكورة تبقى المموّل الأول والأكبر للسينما لكن لا بد من سياسة وطنية في هذا المجال .. ما استنتجناه في ختام اعمال اللجنة هو دعوة كل من يتعامل مع الصورة الى المساهمة في تمويلها واعطي مثالا هنا نوادي الفيديو او القراصنة البالغ عددهم تقريبا 70 الفا فلو وضعنا ضريبة سنوية بمقدار مائة دينار على كل واحد فيهم فسنجمع 7 مليارات في السنة كذلك يمكن التوجه الى الهاتف الجوال الذي يتعامل بالصورة في الجيل الثالث له .. ايضا التلفزة هي ممول الآن لكن نريد ان نموّل التلفزات وليس فقط التلفزة الوطنية ولكن كيف ذلك ؟ نسبة من مداخيل الاشهار تدخل في صندوق خاص بالانتاج السمعي البصري لا فقط السينما ففي اوروبا مثلا اصبحوا ينتجون 30 فيلما في السنة لماذا؟ الاَن نسبة من المرابيح لا تذهب للدولة وانما للسينما مباشرة. هذه كلها اقتراحات موجودة وطرحتها اللجنة واذا قبلت كلها فاننا لن نكتفي بانتاج فيلم وحيد في السنة وانما سيضاهي انتاجنا الانتاج الاوروبي. وهل يمكن ان نصل الى انتاج افلام «الحركة»؟ هذه خيارات المنتج والمستهلك فاذا فكرت في انتاج مثل هذه النوعية من الافلام فلا بد من سوق داخلية لتوزيعها وهنا لابد من قاعات لعرض هذه الافلام فعلينا قبل كل شيء أن يحقق الفيلم التونسي الاكتفاء الذاتي، ففي مصر مثلا لهم سوق داخلية كبيرة، فالفيلم المصري يمكنه ان يُنتج ويصنّع ويوزّع في مصر محققا أرباحا كبيرة ويستغني عن السوق الخارجية، هذا ما يعوقنا لانتاج هذه النوعية من الافلام. لابد من استراتيجية كاملة لتحفيز الانتاج. لنتحدث الآن عن «مملكة النمل» هذا الفيلم من انتاجك واخراج شوقي الماجري، يقال ان نجيب عياد قام بتدخلات ليتحصل هذا الفيلم على الدعم من وزارة الثقافة! لابد من التوضيح هنا ان «مملكة النمل» هو أغلى فيلم تونسي بأقل دعم من الدولة وهو قد تحصل على الدعم في الدورة الفارطة وفي هذه الدورة مثلا قدمت 3 مشاريع للجنة مشروع فيلم طويل ومشروع كتابة سيناريو ومشروع ما بعد الانتاج على ماذا تحصلت؟ تحصلت على دعم مشروع ما بعد الانتاج فكيف لي تدخلات في اللجنة؟ كل شخص يحقق نوعا من الشهرة وله علاقات طيبة مع الادارة في وزارة الثقافة تكثر حوله الأقاويل ويصبح له تدخلات في اللجنة وفي توزيع الدعم، وهذه الأقاويل مردودة على أصحابها. وماذا تقول في الختام؟ شكرا لكم على هذه المصافحة،ما أتمناه ان يقع الاخذ بعين الاعتبار ما توصلت اليه اللجنة الوطنية لتأهيل وتنمية السينما لأنها اقتراحات قيمة تفكر في استراتيجية موحدة للقطاع السمعي البصري.