لم ترتق مباراة الشبيبة والنادي الرياضي لحمام الانف الى مستوى فني كبير، حيث كانت في أغلب ردهاتها متوسطة، كما أن طريقة أداء الفريقين كانت متشابهة تقريبا رغم أن الاغالبة أعطوا الاولوية للعب الهجومي في الشوط الاول لمباغتة منافسهم عن طريق ثنائي الهجوم نبيل الميساوي والايفواري «كلود قوندو» وبمساعدة من ثنائي الوسط الهجومي برهان غنام وأحمد الهلالي وخلق التفوق العددي كلما سنحت الفرصة عن طريق الظهيرين بلال الطرابلسي ومحمد أمين الورغمي. مدرب الهمهاما فتحي العبيدي أعد الطبخة التكتيكية المناسبة لتجنب قبول ضغط الشبيبة وذلك بالتصدي لزملاء السلامي في وسط الميدان وفرض متابعة قريبة لابرز اللاعبين في خطي الوسط والهجوم لتجنب المدافعين تحمّل عبء المقابلة. ومع هذه الخطة الحذرة اعتمد العبيدي الهجومات المعاكسة المركزة التي تنطلق من أقدام المايسترو أنيس بن شويخة في اتجاه ثنائي الهجوم السريع صابر خليفة ونوفل اليوسفي وقد شكلت هذه الطريقة خطورة على دفاع الشبيبة وحارسها صابر بن رجب إلا أن دفاع الشبيبة كان يقظا ومتماسكا، كما أن الحظ والعارضة لم يحالفا أحمد الهلالي ونبيل الميساوي وبرهان غنام و«كلود ڤوندو» الذين أضاعوا ما لا يقل عن 4 فرص سانحة للتسجيل خلال الفترة الاولى من اللقاء. ارتفاع النسق مع انطلاق الشوط الثاني تحسن النسق وارتفعت درجة حرارة المباراة وكشر كل فريق عن أنيابه واستعمل كل مدرب أوراقه التكتيكية من أجل المناورة والمباغتة لذلك كانت تغييرات مراد محجوب وفتحي العبيدي هجومية بحتة وهو ما جعل «الثعلب» نبيل الميساوي دائما بالمرصاد للاخطاء الدفاعية حيث تمكن من هز شباك الهمهاما قبل نهاية الوقت القانوني للمباراة بدقيقتين إثر هفوة فادحة من الحارس أنيس الزيتوني. هذا نرفضه تهجم بعض مسؤولي النادي الرياضي لحمام الانف بعد نهاية المباراة على حارس الشبيبة صابر بن رجب، ويقول مرافق فريق الهمهاما أن صابر قام بحركة غير رياضية تجاههم إثر نهاية اللقاء في حين نفى بن رجب أن تكون صدرت منه أي حركة غير أخلاقية وإنما عبّر عن فرحته بالفوز بطريقته الخاصة، ربما رأوا فيها استفزازا فردوا الفعل. دقائق ساخنة دق 4: هفوة من السلامي في المحور وصابر خليفة في موقع مناسب يضيع فرصة افتتاح النتيجة للهمهاما ويصوّب بجانب المرمى. دق 20: مخالفة مباشرة نفذها برهان غنام والكرة تصطدم بالعارضة الافقية. دق 22: توزيعة من الطرابلسي والميساوي يصوّب بالرأس بجانب مرمى الزيتوني. دق 24: فرصة هدف لصابر خليفة الذي وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس صابر بن رجب إثر عملية ثنائية مع أنيس بن شويخة ولكن تصويبته مرت محاذية للمرمى. دق 30: تصويبة قوية من برهان غنام تألق الزيتوني في تحويلها الى ركنية. دق 35: عمل فردي من الايفواري «كلود ڤوندو» الذي راوغ الدفاع والحارس ولكنه صوّب بجانب المرمى بقليل أمام دهشة الجميع. دق 42: تصويبة رأسية من محمد أمين الورغمي إثر ركنية إلا أن الكرة مرت بجانب المرمى. دق 50: «علي بامباي» الكامروني صوّب بقوة فوق المرمى بقليل. دق 55: عملية فنية من الهلالي الذي صوّب بقوة لكن الزيتوني كان متمركزا في المكان المناسب. دق 57: الورغمي يعاضد الهجوم من جديد وتتاح له فرصة افتتاح النتيجة لكن تصويبته مرت جانبية. دق 60: توزيعة دقيقة من برهان غنام للميساوي وهذا الاخير يصوّب بالرأس فوق المرمى. دق 63: ماهر عامر في موقع مناسب للتسجيل يصوّب بقوة خارج المرمى. دق 70: هجوم معاكس للهمهاما وصابر خليفة إثر عمل فردي يصوّب والحارس بن رجب يتصدى بصعوبة. دق 80: الزيتوني يتألق أمام تصويبة «كلود ڤوندو» الرأسية ويفسخ هدفا محققا. دق 88: هفوة تقديرية من الحارس الزيتوني استغلها «كلود» الذي مهد للقناص نبيل الميساوي وهذا الاخير يمضي بالرأس هدف الفوز للشبيبة. دق 90: تسرّب من اللطيفي الذي صوّب والحارس بن رجب يتصدى للعملية. نجم اللقاء هو المدافع الايسر محمد أمين الورغمي الذي رغم صلابته ودوره الدفاعي إلا أنه أدى واجبه الهجومي على الوجه الامثل وكان خطيرا على الحارس الزيتوني في الكرات الثابتة الى جانب مساهمته في صنع اللعب... فاستحق بذلك صفة نجم المباراة... قالوا مراد محجوب (مدرب الشبيبة): لقاؤنا أمام النادي الرياضي لحمام الانف بلغ أعلى درجات الصعوبة على الفريقين فقد تميز بمواصفات اللقاءات المصيرية كالتشويق والحماس وشد الاعصاب بحكم حاجة كلا الفريقين للانتصار... اعتقد أن الكرة انصفتنا في آخر المباراة لاننا تفننا كالعادة في إهدار عديد الفرص السانحة للتسجيل... هذا الفوز هام جدا لمعنويات اللاعبين من أجل مواصلة مشوار البطولة في أحسن الظروف ومواجهة الاتحاد الرياضي المنستيري في لقاء الكأس الاحد المقبل بمعنويات طيبة للغاية. فتحي العبيدي (مدرب حمام الانف): فرّطنا في الفوز منذ الشوط الاول لان الانتصار لم يكن بعيد المنال عنا لولا التسرع الذي حكم على محاولاتنا الهجومية بالفشل... لا يهم الآن بقائي أو رحيلي المهم التفاف جميع الاطراف لانقاذ النادي من الوضعية الحرجة التي أصبح يتخبط فيها خاصة على مستوى أزمة النتائج.